يقول الحكماء، إذا أعطيت طعاماً لجائع، فلا تنظر إليه وهو يأكل.. وإذا فعلت خيراً لأحد ما، فلا تذكره.. لأنك بهذا تودع في حساب الدنيا وديعة ستنفعك يوماً ما، خلال دورة نفسك في دائرة هذه الحياة المفرغة.. ولكننا وفي مجتمعنا الشرقي تحديداً، غالباً ما نسمع العبارات الأتية:
في خلاف بين وليد و كريم:
وليد - هل نسيت عندما أقترضت مني مبلغ 1000 دولار؟
كريم – لا لم أنسى، ولكن هل هذا يعني أن أصبح لك عبداً لأنك أقرضتني هذا المبلغ يوماً ما؟
أثناء خلاف بين ساهرة وزوجها:
ساهرة – لا تنسى بأني أنا من أتى بك الى أستراليا..!
زوجها – بعد 15 سنة زواج دفعت فيها ماء قلبي وعملت ليل نهار لكي أوفر لك ولأولادنا حياةً كريمة، أو لم أدفع ثمن هذا الدين الشنيع لحد الآن؟
بعد أن تكللت جهود فيصل بالنجاح، تحدث أصدقائه قائلين:
صديق رقم 1 - أنا من تسبب بنجاحه.
صديق رقم 2 - مع الأسف فإنه لا يستحق مساعدتي له، لأنه ناكر للمعروف.
صديق رقم 3 – يا ليتني لم أساعده في التقديم على هذا العمل..!
يا أعزائي، أعملوا الخير ولا تشهروا به.. لأن دنيانا تدور وتدور.. ومن هم في الأعلى اليوم ربما سيصبحون في الاسفل غداً، والعكس أيضاً صحيح.. يا لغبطة كل من أستطاع أن يقوم بأعمالٍ تتضمن فعل الخير ومساعدة الآخرين ولا يدونها في دفتر حساباته. لو عمل كل منا بأمانة لخدمة المجتمع، ولو قدّم كل فرد (على قدر أستطاعته) مساعدة لمن هم بحاجة للمساعدة، ولو لم يكن هناك تركيز على الذات في فعل الخير، لتغير وضعنا نحو الأفضل 1000 مرة.
ملاحظة – جميع الأسماء وهمية وتم أستخدامها لأغراض السرد الأدبي لا أكثر.