يروقُ لي كثيراً عندما أتحاور أو أتراسل مع "بعض" الشخصيات (ممن يعتبرون أنفسهم مهمين) وأتعمد أحياناً أستخدام ألقاباً مُضخمة وأضعها قبل أسمائهم للحوار معهم لكي تزيد من أورام شخصياتهم المُستعبَدة من قبل الأنانية وأعتزازهم بذواتهم المريضة، فتراهم يجيبوني بصورة التصغير اللغوية، معتقدين بأني سأتضايق من أن ينادوني باسمي فقط..!
بالعكس يا حبايب.. وإذا دلعتوني و سميتوني "بيشو" يكون أحسن...
فهذا الاسم يكفيني لأنه يذكرني برغبة والداي بتسميتي به...
أما الإنسان الذي يسعى لإكتساب ألقاباً تضيف ثقلاً نوعياً لشخصه المهزوز فهنيئاً له بهذه المسميات التي ربما تحقق له بعض الشعور بالطمأنينة...
وفي أوساط مجتمعنا العربي - والعراقي تحديداً ، هناك من ينادون فلان وعلان بأسم "أبو ---" و "أم ----"
تقديراً لهم ويصغرون الآخرين بعدم مناداتهم سوى بأسمائهم، فليعلم هؤلاء بأن هذا الألقاب أستحدثت من قبل أشخاص لا يحترمون الإنسان لذاته وكيانه مهماً كان، بل لخصوبته وقدرته على الإنجاب، وسؤالي لهم هنا هو -
لماذا لا تسمون الكلب أبو كلوب؟
أو القطة أم هر؟؟..
الدنيا تغيرت يا مرائين...
أصحوا..!
فالأن رؤساء البلديات وغيرهم من المسؤولين بدأوا بإقتلاع ربطات العنق لكي لا يشعر أبناء مجتمعهم بأنهم أعلى منهم سلطة وأحترام...
فلا يوجد أحد أحسن من أحد إلا بعمل الخير والتواضع..!
أصحوا من هوسكم وحبّكم الفائق لذواتكم..!
فما انتم (ونحن) إلا غبار منثور في كونٍ لا محدود..
أتركوا هذه العادات السقيمة وتحرروا..
أفتحوا عقولكم المغلقة وأفهموا
بأن محبة الناس الخالية من التزييف هي أثمن من القابكم البائسة.
ملاحظة –
إحترامي وأعتزازي ببعض الأشخاص الذين يستحقون كل الألقاب الجميلة الموجودة في الكون تقديراً لدماثة أخلاقهم الكريمة وتواضع شخصياتهم النبيلة.
وعادة ما تجدهم يرفضون مناداتهم بغير أسمائهم الغالية على قلوبنا.