كيف لنا ان نقلب منشورات الفيس وكلها صورة دامية تحمل ابشع المناظر المحزنة والمثيرة للقهر والالم، فعوائل يتمت واخرى تنحب لعدم وجود جثث اولادها، وجثث تفحمت وضاعت ملامحها واخرى تقطعت وشرشبت اعضائها وام لاتعي حالها من هول الصدمة التي تركها فقدان الاخ والابن والزوج وصور اخرى غاية في البشاعة والقسوى، واستمر الحال هكذافي مناطق مختلفة من العراق بعد ان توالت الانفجارات في بغداد ومحافظات العراق وكانت اغلبها تحمل قساوة شديدة في النيل من الابرياء بما تحمله السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاعتداءات المسرفة بالقسوة والانتهاكات، من مواد شديدة الانفجار حتى حصدت ارواح الابرياء الذين يخرجون يوميا للحصول على قوتهم قانعين بضيق العيش ويتصارعون مع الزمن للحصول على ما يكفي عوائلهم ويكفيهم ليحيوا بعرق جبينهم وﻻيكونوا عالة على الغير في توفير احتياجاتهم واحتياجات عوائلهم وهو النزر القليل، هكذا هو الحال في العراق.
والسؤال الى من نتوجه به، ومالذي ممكن ان يفترض لنقنع انفسنا اولا ومن حولنا ثانيا، ولم التوقيت هذا للانفجارات بعد اقتحام المتظاهرين لمجلس النواب العراقي، ولما التف الحال على الشعب بعد ان كانت جميع التظاهرات والاعتصامات تطالب الحكومة بالتغير الشامل الى ان انقلب المجلس على المجلس ليعتصموا ويقيلوا رئيس المجلس سليم الجبوري، وبين المد والجزر هذا. تغيرت المعادلة وليصبح التفجير والارهاب رد فعل لاعتبارات جمة ندركها نحن بخيوط واضحة كوضوح الشمس. الم يكن من الحكمة ان يجرى التغير وتوفير الخدمات وفرص العمل بدون هذه الخسائر والتجاوزات واختصار الطريق لاختيارات افضل وفسح المجال امام العقول الجديدة ﻻنهاء ازمة الحكومة والبرلمان بمقابل شي من التنازلات لسياسينا. لكن كان الحال مغاير تماما فدخلنا بازمة وستلد ازمات اخرى طالما لم يكن هنالك حسم لكل الجدالات وسيبقى الحال هكذا بين المماطلة والتسويف.
هذه صورة للحزن العميق اما الصورة الاخرى ننقلها لكم من المقهى الشعبي في مدينة بلد ،حيث تم استهداف رابطة مشجعي ريال مدريد الذين يتابعون فريقهم المفضل في المقهى واذ باعتداء ارهابي يحصد 16 شخصا وعددا من الجرحى لمشجعي الريال بدون ذنب يذكر سوى اننا اصبحنا بغابة موغلة بالعداء والارهاب. وكان لفريق الريال مدريد الوقفة المشرفة حين اعلن في بيان رسمي عن حزنه الشديد لاستشهاد وجرح مشجعيه ونقل تعازية الى اسر الضحايا واصدقائهم والى الشعب العراقي والعراقيين الذين يعانون من العنف الشديد. وتعبيرا عن اخلاصهم وحبهم لمشجعيهم ارتدوا شارة سوداء في مبارياتهم امام فريق ديبورتيفوا. واختتم الريال البيان بقوله(ننعى بالاسى مشجعي الفريق الذين غادرونا، والذين لن ننساهم). بهذه الصورة الجلية والتي عبرت عن جسور الاحترام والتقدير من فريق الريال تكون قد عكست جانبا من الروح النقية المفقودة عند الكثيرين مما يطلقون على انفسهم عربا.