في مقال سابق ذكرت بان الفلوجة ستحرر بهمة العراقيين الابطال في القريب العاجل وان اذان العيد سيكون في جوامع الفلوجة الصامدة، واليوم باذنه تعالى سيتحقق هذا الحلم وترجع الفلوجة لاهلها ولاحضان العراق مرة اخرى.
بعد ان طال اسرها وهي اول مدينة عراقية وقعت بايدي التظيم الارهابي والداعشي في يناير 2014 ، ولحد الان ترضخ تحت حكم عصابات ارهابية فاسدة عاثت بالارض فسادا وانتهاكا للحرمات ومارست شتى انواع التعذيب والقهر ضد اهلها.
الفلوجة لها وقفات شجاعة سجلها التاريخ لها عندما شنت القوات الامريكية هجومين على تنظيم القاعدة في عام 2004 ،واستمر اهل الفلوجة بالمقاومة ضد الاحتلال الامريكي ولم يتوان اهلها بالدفاع عن ارضهم وشرفهم حتى كانت الخسائر كبيرة بالارواح والممتلكات، ان حسم القرار اليوم تجاة الفلوجة وتحريرها قد جاء متاخرا بسبب وجود الفيتو والتحفظ الامريكي.
اذ ان تحريرها كان المفروض قبل هذا الموعد الا ان كما يقال (كل تاخيرة فيها خيرة) الان حسم قرار الفلوجة لتحريرها بمشاركة التشكيلات القتالية في القوات المسلحة ومكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وطيران الجيش بالاضافة الى قوات التحالف الدولي ،وتبقى قوات الحشد المقدس هم روح المعركة وغذاءها الروحي الظهير الساند لقواتنا الامنية الذي لايشغله شاغل الا تحرير الارض العراقية كلها من رجس الاعداء الطامعين بها وبخيراتها.
وان تدمير عصابات داعش في حوض الفلوجة له الاثر الكبير في الحرب ومستوها بما للفلوجة من رمزية كبيرة للدواعش مقارنة بمدينة الموصل. حيث خطر الفلوجة قد يمتد الى كربلاء وبابل وقد يمتد الخطر الى بغداد لذا يستوجب وضع الحد والحسم الكلي لوجود عصابات داعش الارهابية في الفلوجة قبل الموصل.
ان تحقيق الانتصارات العسكرية على عصابات داعش ودحرها سيغير الموازين امنيا وهذه هي بداية النهاية لداعش والتي باتت وشيكة، وهي ضربة موجعة تجاه الساعين لدعم واستمرار العنف والاحتراب والاضطربات في الشرق الاوسط لتحقيق اجندات بعض الدول الاقليمية والدولية التي تسعى لتغيير خارطة البلدان العربية وتقسيمها من خلال عصابات مرتزقة متوحشة ليس لها دين. وباتت هذه الدول تعيش احداث الماضي وتسعى لاعادة امجاد التقسيم واستنزاف الشعوب وسلب الثروات ومحو التراث والحضارة والدين وحماية لاسرائيل.
واليوم العراق يدفع فواتير المؤامرات والاتفاقات المشبوهة لدول الارهاب التكفيري. فالمعركة تبقى مفتوحة في الزمان والمكان والمراحل.
دعائنا لله وحده ان يحفظ العراق وشعبة ويرد عدوه الى نحره، وان يحفظ قواتنا البطلة وحشدنا المقدس وشعبنا المظلوم.