ايام معدودات وسيطرق ابوابنا شهر الخير والمغفرة ،شهر الطاعة والغفران شهر رمضان الكريم.
في هذا الشهر المبارك تسمو الارواح والقلوب الى الباري وتتسابق لنيل المغفرة والرضى ليكون ميزان الحسنات مثقل بالاعمال الخيرة ويسعى المسلمون في ارجاء البرية للتقرب اكثر واكثر من الله لكسب رحمته ومغفرته سبحانه وتعالى.
وهذه الاوقات والساعات لاتعوض الا في السنة مرة واحدة لذا نهيب من كل نفس امارة بالسوء ان تمنح لنفسها فرصة لغسل ثوبها الاسود ولتتوشح بالثوب الابيض.
فما عاد هنالك وقت لاستمرار التناحر والتقاتل فيما بيننا ولنمنح انفسنا فرصة التسامح والمحبة والسلام لنقف جبلا بوجه المراهنين على ارواح العراقيين، وكفى من السنين السوداء التي مرت بحياتنا وحرقت الاخضر مع اليابس، ولنرحم انفسنا من عقاب ليس لنا حق ان نمارسه ضد الاخرين ،فمن منح الروح للجسد هو كفيل باخذها منه ساعة اجلها.
فشهر رمضان شهر رحمة للعالمين، فلابد لنا ان نرحم بعضنا البعض ونقوي وشائج المحبة فيما بيننا فلا فرق بين سني وشعي مقيتة هذه الطائفية التي اشعلوها بنفوسنا حتى باتت متعمقة باعماقنا ويحزننا حين نسال انت شيعي ام سني واصبحت كورقة الجوكر التي يتبادلها اعدائنا من الداخل والخارج وبسبب البيئة الخصبة التي التي تجذرت بها هذه السياسة العمياء التي احرقت البلاد على مدى سنوات طويلة جعلت من العراق بلدا مدمرا منشغلا بامور ليس لها هدف ومستقبل واصبحنا في اخر الدول في كل احصاء واستفتاء.
وهذا يحزننا جدا ويجب ان نصحى ونعي حجم الخطر الذي يداهمنا ونكتفي بما فقدناه من ارواح طاهرة قضت ظلما، وعلينا ان نتكاتف معا ونعمل بقلوب بيضاء صافية لبناء العراق، والوقت ان الان لتحرير ارضنا المغتصبة من عصابات داعش وتخليص مدننا من الظلم والعدوان والعمل سوية ﻻعمارها ومساعدة العوائل النازحة التي تحملت حر الصيف وبرد الشتاء القارص وفقدت ممتلكاتها اجبارا ،وفقدت اعزائها ليخيم الحزن عليهم بدون وجة حق، للعودة الى مدنهم ولتعويضهم مامروا به من الم وحرمان.
ومن الضروري ايضا علينا ان نفهم سياسينا باننا معا قلبا واحد ويدا واحدة وكلنا جسورا نكمل بعضنا البعض ليعبر العراق الى شاطئ الامان، وعليهم ان يعلنوا صدقهم وولائهم للعراق وان يعملوا لخدمة مواطنيهم وتوفير مستلزمات الحياة الحرة الكريمة وان يكون ميزان العدالة والعدل اختيارهم الافضل لكي ﻻيحرم اي عراقي من فرص العيش بامان وسلام في ارضه، لذا فشهر رمضان فرصة لنا جميعا لنكفر عن سيئاتنا باعمالنا الصالحة ومن لم ير في ذلك خيرا عليه ان يغادر من غير رجعة ليحل الخير ويعم السلام في ارض العراق الحبيب. رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير.