بتنا نعيش في زمن الانفلات والتدهور للقيم الاساسية التي تحملها رسالة الاعلام، اذ انها خرجت عن مسارها واخذت تنفذ اجندات خارجية وداخلية همها تزيف الحقائق وفبركة الاخبار لتخدم مصالح من يمولها ويدعمها. وهنالك سؤال يدور في خاطرنا فيما يخص الفائض من وسائل الاعلام السمعية والمرئية، هل تعتبر حالة مرضية ام صحية؟
فسؤالنا هذا يتحمل الايجاب والسلب ،فعندما يكون جوابنا الايجاب فيتمثل ذلك بتعددية الاراء وتقديم وجبات متنوعة وشاملة للمتلقي، وعندما يكون جوابنا السلب، فيتمثل ذلك بخروج هذه الوسائل عن اهدافها المرجوة لنقل الحقائق دون فبركة وتزيف وكذلك تفتقر الى الفكر الجاد والمضامين الهادفة.
وللأسف الشديد اصبحت هذه القنوات تعمل خارج ضوابط العمل الشريف واصبحت اداة للتسقيط وتوسيع الهوة بين الفرقاء السياسيين واذكاء نار الفتنة والخلافات المذهبية والتحريض والحث على الكراهية ونشر الفوضى وممارسة سياسة بث السموم وتلويث العقول والقلوب وهذا انعكس بشكل جلي على واقعنا العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص حيث استمالة هذه القنوات لعواطف الناس وخلط الامور واحداث الاضرار الكبيرة بين الناس واصبحوا في حالة خوف شديد بسبب تهويل الاخبار وتزيفها.
وﻻ ننسى ايضا باننا عاطفيون وننساق وراء من يثرون مشاعرنا اكثر مما يخاطبون عقولنا وهي كالمخدرات تريح على المدى القريب ولكنها تضر على المدى البعيد. وحين نتكلم عن المهنية في العمل فيشوبها العيب الكبير سواء في اختيار اداراتها او العاملين فيها من مقدمين ومذيعين وفنيين ويعكسون سياسة قناتهم المتطرفة والتي تسيء وتضر للاخرين. واليوم ليس ببعيد عن هذه السياسة التي تنتهجها القنوات المغرضة والتي تمارس الحرب النفسية لتشوية صورة قواتنا الامنية وحشدنا المقدس والذي مورس ضده انواع من الاساليب المغرضه لتسقيطه. فالخير يعم والشر يخص وهذا ﻻيعني بانه ﻻ توجد اخطاء في جبهات القتال والتي تضر بالمدنيين، لكن ﻻيمكن ايضا اغفال الحقيقة ودور القوات الامنية والحشد التي بذلت الغالي والنفيس لحماية العراق ونصرته. وشباب بعمر الورد تركوا اهلهم وعوائلهم ليسجلوا مواقف مشرفة في سوح القتال.
لذا ينبغي من الاعلام الشريف ان يكون حاضرا بثقله لنقل الحقائق بحيادية دون تزيف ليسمو بأهدافه ومضامينه المرجوة.