من قال ان بعد المسافات والاختلاط بأناس غرباء عنا كفيلة بالنسيان، ومن قال ان الحب ينطفأ وتخمد ناره بسبب البعد. كثيرة هي الافتراضات والنتائج اكيد ستكون خاطئة تجاه ما يربطنا بوطننا العراق هو اسمى وانقى من كل الافتراضات.
ورغم قساوة السنين وقهر الايام وتوالي الاحداث المؤلمة، ومرورنا بفترات بلغت اوج قساوتها وحال البشر الذي تغير من حال الى حال اسوء، وثعالب تكشر عن انيابها وتنهش بنا وتنال من عزيمتنا وطريق الغدر والتسابق على حساب الاخر بات حالا ﻻ نحسد عليه. ونكاد نغلق بابا حتى يفتح اخر أسوء من سابقه، وكل هذا الذي مررنا به كفيل بتمزيق وحدتنا وتلاحمنا وخلق منا ارواحا متوحشة وشريرة تنال من بعضنا البعض.
لكن نحن عراقيون تسري فينا دماء طاهرة ونقية احشاءنا و ﻻ نهاب الخوف و ﻻ الموت وننسى في لحظة كل آلامنا ونسارع لنجدة بعضنا ليكون حبنا لبعضنا تحت خيمة العراق هو الاسمى. واي واحد منا وان ذهب الى اقصى المعمورة يبقى انينه وحبه الى عراقه شغله الشاغل.
ويشعر المرء في بعض الاحيان انه غريب عن البلد التي يعيش فيها بالرغم من شعوره بالراحة والامان وتوفر كل مستلزمات الراحة لكن يبقى حنينه الى وطنه العراق هو الاسمى في مشاعره ويكون متلهفا لسماع اخباره وتطورات الاوضاع فيه ،ويتمنى اللحظات لكي يعيش في العراق.
لكن لا ننسى بان المغتربين في استراليا لهم مواقف مشرفة سواء بأقلامهم ونشاطاتهم الفنية والثقافية والمهرجانات التي يشاركوا فيها ليعبروا من خلالها عن حبهم العميق للعراق واهله. وقد قدموا للنازحين الكثير من المساعدة عن طريق التبرعات النقدية وقد تحملوا عناء السفر وبعد المسافات لكي يكونوا الى جنب اهلهم في العراق.
وحتى الصحف التي تصدر هناك في استراليا فإنها دائما تتابع اخبار العراق وما يدور فيه من احداث لتتصدر الصفحات الاولى منها لأولويتها واهميتها وهذا ما تأكده صحيفة بانوراما التي تصدر بأقلام شريفة ولهم اسماء ﻻمعة ومعروفة بحبهم ووﻻئهم لبلدهم وشعبه المظلوم.
وكثيرة مواقف هذه الصحيفة التي تتابع الخبر اول بأول وتنشره دون تزيف وفبركة للحقيقة، مما جعل منها تتصدر ما موجود من الصحف في استراليا، وهذا يوكد عمق التلاحم للعراقيين اينما يكونوا في ديار الغربة لتنصهر قلوب العراقيين في استراليا مع اهلهم في العراق لنكون معا باكورة محبة ومشاعر جياشة يملؤها الحنين للعراق واهله.