جرح قصم الظهر واتى من حيث لاننتبه، في ايام مباركة من شهر الفضيلة والغفران وحيث هي الاخيرة من شهر رمضان، خرج الناس متجمهرين في احياء بغداد للتسوق والتحضير لاستقبال العيد الشهيد الذي ارجح انا وجميع العراقيين هذه التسمية لما له من الم وقسوة قبل ان ياتي وهكذا اراده اعداء الانسانية والضمائر الميتة التي انعدمت في شخصهم وقلوبهم السوداء معاني الرحمة والمحبة في هذا الشهر الكريم.
من منا لم يعش ايام الفرح والنشوى لتحرير الفلوجة من براثن الخيس والجرذان المريضة التي نالت من الابرياء العزل من اهل الفلوجة ودفعوا ثمن المؤامرة النذلة التي فتحت الابواب على مصراعيها لداعش والتي عاثت بالارض فسادا واستهتارا وما كان امام الابطال من قواتنا الامنية وحشدنا المقدس الا ان يحرروا الفلوجة في ايام معدودات وهذا اثار حفيضة داعش واعوانهم، فكان تفجير الكرادة ردة فعل لهم ليستبيحوا بكل قباحة وقسوة دماء الابرياء من العراقيين. ليغتالوا البسمة والفرحة من شفاه الاطفال والنساء والرجال والشباب الذين توافدوا الى مجمع الليث في الكرادة لشراء ملابس العيد واذا بانفجار كبير يهز المنطقة وتعتلي السنة النار وتحدث الدمار والخسائر الكبيرة بالارواح والمباني وتتفحم جثث الابرياء وتضيع ملامحهم وكان يوم الحشر لهول المنظر، حيث تعالت اصواتهم ومناجاتهم واجسادهم تحترق بنيران الظلمة الانجاس الذين لايحسبون حسابا لايام مباركة من شهر رمضان، اي عقابا سيكون بانتظاركم ايها الجبناء واي لعنة من الله ستكون في حياتكم ومماتكم.
وفي زيارة لي لمستشفيات بغداد لجرحى الحشد الشعبي والقوات الامنية وجرحى تفجير الكرادة لتقديم لهم هدايا وشاح علم العراق وكتاب الله العزيز، جميعهم اكدوا مدى حبهم لوطنهم وهم يعيشون نشوى الانتصار في الفلوجة ويطمحون بامل اكبر نحو تحرير الموصل والقضاء على جيوب الارهاب اينما يكونوا ليرجع العراق معافى بهمة الغيارى الشرفاء.
ومما يلفت النظر عند زيارتي لهم تلك المعنويات العالية التي يحملها الجرحى وتمسكهم بوطنهم ورغبتهم بتقديم المزيد ﻻرض العراق واكدوا ان افعال الجبناء تاتي غدرا من حيث لاننتبة وﻻنحسب لها حساب، وهذه الاباء والنكران للذات ليس بجديد بكينونة العراقي وتبقى ارواحكم وانفسكم هي الاسمى ورحم الله شهداء العراق والرحمة والغفران لهم والشفاء العاجل لجميع جرحانا، ولولاكم لما تنفسنا الهواء ولما ارتوينا ماء العراق الزلال.