امام كل هذه التطورات الاخيرة في المشهد العراقي، واصرار العراقيين لتحرير ارضهم من رجس العصابات التكفيرية ورغبة منهم للقضاء على جيوب عصابات داعش الاجرامية ،لتهيئة العراق للوقوف على قدمية من جديد ،يتبادر السؤال ،هل ستنتهي مرحلة داعش مع نهاية تواجدهم في محافظات العراق؟؟ ام ستكون هنالك وﻻدة اخرى لمخلوقات تصنعها وتأهلها امريكا واعوانها لزيادة الخراب في المنطقة العربية عامة والعراق خاصة.
ان كان كذلك فانه سيؤدي الى احتطاب العالم اجمع بدون استثناء ،ويصحى العالم على جمرة محمرة من الارهاب والتطرف. وخير دليل على ذلك ما يحدث الان في دول العالم من تفجيرات وعمليات اجرامية على ايدي المتطرفين والعنصريين الذين صدروا من دول راعية للارهاب والارهابيين. والارهاب لايقف عند هذا الحد بل سيشمل مساحات واسعة من العالم وبالتالي سيجني العالم جراء مازرعته امريكا واعوانها ومباركتهم لها الخراب والدمار. لذا على امريكا ان تعيد حساباتها في المنطقة من جديد وعليها توجيه العالم نحو البناء والانشاء ﻻ التدمير والخراب وحفظ ارواح الابرياء من بطش وظلم سياستها الخطأ في العالم اجمع. اما في العراق ستكون هناك حاجة ماسة ومهمة لمشروع سياسي جديد يأمن للعراق مرحلة استقرار وامان وغير ذلك سيترتب عليه تداعيات كبيرة وفراغ سياسي يدفع المنطقة الى عودة داعش واخواتها والنتيجة عراق ممزق ومقسم تسوده النعرات والطائفية المقيتة.
لذا فان الدروس التي يجب ان نستوعبها وندركها وينتبه لها الجميع، بانه لامجال للتفرد بالراي والارادة اذ ﻻبد من رؤية موحدة ونيات صافية كلها تصب من اجل امن واستقرار العراق.
ومن الخطوات المهمة التي يجب ان نعمل على تحقيقها بعد مرحلة داعش هي قمة الهرم المتمثلة بالدستور العراقي الذي وضع بصيغة مخيبة للآمال والطموحات.
وايضا تجاوز الفئوية والمناطقية والحزبية والطائفية التي اكلت العراق وغيرت من ملامحه كثيرا، والابتعاد عن فرض التوجهات الخاصة التي فرضت سابقا، وتغير نمط السلوك والتفكير السياسي الى نمط جديد اخر يستوعب المرحلة الجديد مابعد داعش، واذا استمر التخبط السياسي فان الصرعات الدموية ستستمر لتناقض الاجندات الخارجية التي ستشغل الافق السياسية طالما كان هنالك غياب للارادة الوطنية وخضوعها لدول تحسبها بانها صديقة.
لذا فان مرحلة مابعد داعش تستوجب الذكاء والدهاء امام طروحات الغير من المراهنين على العراق والتفكير بافق سياسية اوسع لضمان وجود العراق باطيافه ومحافظاته ومكوناته على خارطة العالم.