انقلاب الخامس عشر من تموز من عام 2016 الذي حدث في تركيا، كان له الاثر الكبير على مستقبل تركيا من الداخل والخارج.
فقد احدث تخلخلا واضحا في علاقات تركيا مع دول العالم، اشرت لملامح مرحلة جديدة من العلاقات الغربية - التركية، مما خلق لدى تركيا هاجس البرود وعدم الثقة. مما دفع ذلك الى اتخاذ اجراءات احترازية في التعامل مع دول الغرب.
وان الاتهامات واضحة وموجه بشكل كبير الى الولايات المتحدة الامريكية، وروسيا. وسنعكس ذلك على مستوى العلاقات المستقبلية معهم.
وربما ستعاني تركيا حصارا سياسيا واقتصاديا قاسيا، والاهم هو ابعاد تركيا عن حلم الانضمام الى الاتحاد الاوربي، والهدف من وراء ذلك هو القضاء على الحكم الديمقراطي وارجاع تركيا للعلمانية الاتاتوركية العسكرية. وقد يتوجه الغرب ايضا الى فرض حصار سياسي واقتصادي على ايران ايضا من اجل ابقاء تركيا وايران بخطين متوازيين متساويين في القوة والضعف بالمنطقة. واصبح الجدل قائما حول حكم دكتاتوري في تركيا اسس له اردوكان. مما تشير القراءات الى تمرجح العلاقات المستقبلية لتركيا ودول الغرب.
اما على الصعيد الداخلي التركي فقد كانت قرارات قاسية متجردة من الرحمة حين فقدت الثقة بالجيش وشن حملة اعتقالات واسعة لضباط كبار ورتب مختلفة وجنود من الجيش مما دفع ذلك الى اعادة الصلاحيات لوزير الدفاع بعد ان كان منصبه شرفيا يقابله تمتع رئيس الاركان بالصلاحيات العسكرية الواسعة.
وياتي بالمرتبة الرابعة لقيادة تركيا حسب التقاليد التي وضعها مؤسس تركيا كمال اتاتورك.
وقد اتهم اردوكان المجموعة التي نفذت الانقلاب العسكري بالخائنة.
مما انعكس هذا الانقلاب بشكل سلبي على القرارات التي اتخذها اردوكان وجعلتها قريبة من الدكتاتورية.
ان الانقلاب الفاشل اعاد تسليط الضوء على اهمية تركيا الاستراتيجي في ملعب الازمات والعلاقات الاقليمية والاوربية لكونها الممر الرئيسي لمشاريع التسويات التي تحدث على امتداد محيطها الجغرافي والاستراتيجي.