ان ما جرى في الايام الاخيرة من احداث في شمال العراق وخاصة الاستفتاء الذي كان الحدث الابرز، الذي كان نتاج لوضع سياسي متازم وتفكير احادي يلغي الطرف الاخر وان كان حليفا له، مما ادى ذلك الى بلورة فكرة الانفصال عن العراق.
لو كان مسعود بارزاني يدرك جيدا حجم الخسائر لهذا المغامرة وتبعاتها المستقبلية على كردستان ومواطنيها لما اقدم على فكرة الانفصال هذه.
ولو انه يعلم جيدا بان حواجز كبيرة جدا ستكون حجرة عثرة لاجراء الحوار، وكذلك غياب الثقة وانعدام التفاهم كلها تنذر بوضع ملبد بالغيوم وباحتمالات خطيرة لما اقبل على هكذا خطوة.
لو انه يدرك ان هذه الهزات والارتدادات هي ماتطمح له اسرائيل لاغراق المنطقة بالفوضى، وابتكار اساليب ملتوية لالهاء المنطقة بها، كما حدث في السنوات القليلة الماضية بنشر عصابات اجرامية في المنطقة المتمثلة بعصابات داعش والتي عاثت بالارض فسادا، وتهدف اسرائيل من فوضتها هذه الى استنزاف الطاقات البشرية الخلاقة، والقضاء على مراكز القوى التي تهدد امنها ومصالحها.
فليس من المعقول ان يكون الاستقرار والامان الذي تتامله الجموع العربية في المنطقه يخدم طموحات اسرا ئيل واذيالها فلهذا جعلت المنطقة ملتهبه بصورة واخرى.
فاذا ولدت فكرة الانفصال وهي ميتة، ولاجدوى من اجرائها باعتبار ان كردستان ليس لها القدرة الكافية لتوفير احتياجات شعبها ولاتستطيع ان تعتمد على انتاجها الوطني وتصدير النفط الى غير ذلك من مقومات اقامة الدولة.
اما كان لها التعقل ومراجعات كل الاوراق لتحسم موضوعها قبل التسرع في اتخاذ القرارات.
مازال الوقت امام مسعود البرزاني لمراجعة حساباته وعدم الانجرار وراء الوعود الكاذبة التي قطعت له للاحتكام الى المنطق والعقل وذلك لانقاذ ما يمكن انقاذه وحماية المنطقة العربية من شراذمة العصر ومستغلي الظروف لمصالحهم دون غيرهم.