تحديات كبيرة تواجه الحكومة العراقية تبدأ من تدهور الاوضاع الامنية وسيطرة عصابات داعش الاجرامية على ثلاث محافظات كبيرة في العراق وهي صلاح الدين والموصل والانبار. وقد مارست هذا العصابات اساليب القتل والنهب والسرقة والاعتداء على الحرمات وتخريب حضارة العراق واستخدمت الاساليب الوحشية بأسم الدولة الاسلامية . لكن رغم هذه التحديات كان للمرجعية الدينية الرشيدة الدور البارز في معالجة الامور بعقلانية وثبات فكان الجهاد الكفائي الفتوى الحقيقية والمسؤولة لتحقيق الامن والاستقرار للوطن والحد من زحف عصابات داعش ودحرها.
فما كان من العراقيين الابطال الا ان يلبوا نداء المرجعية ليقدموا انفسهم وارواحهم فداء ﻷرض العراق فلوﻻهم لاصبح زحفهم يتجاوز تلك المحافظات فكانت روح العقيدة وحب الوطن يجمعهم لتحرير كامل التراب من رجس الانجاس صنيعة امريكا وذيولها السعودية وقطر.
لقد تباركت الارض العراقية الطاهرة بدماء الابطال والنشامى من قواتنا الامنية وحشدنا المقدس ،وهيهات لعدو العراق ان يطأ ارض المقدسات الشريفة .وبالرغم من الممارسات الاجرامية ضدنا وبالرغم من المجازر التي ارتكبت في عراقنا ومنها مجزرة سبايكر التي يندى لها الجبين لما لوحشيتها وقساوتها بحق الابرياء من العراقيين ستبقى لعنتهم وراء المجرمين حتى النشور . وبعد معارك عنيفة انعكست على سكان تلك المحافظات فما كان منهم الا ترك اماكن سكناهم مجبرين خوفا على ارواحهم من المعارك التي دارت رحاها في محافظاتهم. والتحديات الحقيقية التي تواجه الحكومة هي قدوم فصل الشتاء وما يحمله من كوارث كثيرة على النازحين الذين يحتمون داخل خيام لن تقاوم هطول الامطار بسبب غزارتها،فقد غرقت مخيمات النازحين في اربيل وديالى واطراف بغداد ومناطق اخرى تأوي اللاجئين ،وبالتاكيد فان الامطار والبرد القارص سيسببان بمعاناة اكبر للنازحين مالم تتدارك الحكومة بجميع مؤسساتها هذه المأساة . لقد تعددت القصص الحزينة للاجئين الذي تغربوا في بلدهم وعانوا الامرين واصبحوا في تيهة من امرهم يبقون في اماكنهم يقتلون واذ نزخوا الى مناطق اخرى يعانون العوز والفاقة وفقدان ابسط متطلبات العيش ولكل عائلة من العوائل النازحه حكاية تذيب القلوب حزنا والما وقهرا، والجميع يعانون ظروفا شاقة ومأساوية،مروة طفلة في السابعة من عمرها تسكن مع عائلتها في هيكل لبيت لم يكتمل بعد.
يبعد عن مركز كركوك كيلو مترا واحدا، نزحت مع عائلتها التي اجبرها القتال الدائر بين القوات الامنية وعصابات داعش على مغادرة منزلهم في الفلوجة مع مئات العائلات ،وتقوم مروة باعباء تربية اختها الصغيرة البالغة من العمر اشهر عدة ،وتعد الطعام وتغسل الملابس وكل ماتحتاجه الطفلة الصغيرة اختها الى جانب اداء واجباتها المدرسية.
سلمى الاكبر من مروة تركت المدرسة بسب ظروف النزوح وتحلم بالرجوع الى منزلهم في الانبار وكليهما يتكلمن بلهجة الكبار لما للزمن من قساوة عليهن جعلهن يتحملن المسؤولية وهن بعمر الطفولة والبراءة. ام احمد وهي ام ل(9) اطفال تقول " نحن نصلي كل يوم من اجل نصرة جيشنا وتحرير مناطقنا لنعود الى بيوتنا لان وضعنا سيء جدا .
اما عائلة ابو عمار الموصلي تسكن في دار عشوائية صغيرة جدا ،هي صاحبة قصة اختزلت اهات النازحين وماسيهم ،فوالدهم معاق ولايقدر على دفع 150 الف دينار شهريا ﻻيجار الدار الصغيرة التي تضم غرفة واحدة ويسكنها هو وزوجته وطفليهما الصغيرين.
اما ام جراح الموصلية تنتظر ولادتها القيصرية ،وتناشد الجهات الحكومية والانسانية تجهيزها بمستلزمات مولودها المرتقب ،وهي بحاجة الى مبالغ مالية ﻻجراء العملية القيصرية .هذه بعض من القصص الحزينة التي تعصر القلب وتدمع العيون ،فكيف سيكون الحال في فصل الشتاء القارص البرودة والغزير بالامطار ،حيث يتعرض الالاف من النازحين للموت والغرق والاذى جراء الفيضانات والسيول التي حصلت نتيجة لسقوط الامطار الغزيرة على مدن العراق المختلفة. واذا كانت الحكومة لها مسؤولية افضل من ذلك! فعلينا جميعا ان نقف وقفة شريفة لتقديم الاغاثة والعون للنازحين وان نعمل بما تملي علينا ضمائرنا لانقاذ العوائل النازحة من الموت والتشرد، وبذل الجهود الحثيثة لضمان عودتهم الى ديارهم ومنازلهم ليعيشوا فيها بكرامة واطمئنان.