البنت إستقبلت صديقها في الشقة، أبلغها وأكد ذلك، إنه سيتزوجها، لم تمانع ببعض القبل والأحضان، ثم خلع الثياب والتوجه الى السرير، وحين إفتض بكارتها وخرج مغادرا بقيت هي لوحدها تبكي وتعلن الندم، لكن أحدا لن يتزوجها، وربما سيقبل كثر العبث بها..
هذا هو العراق بعد العام 2003 فقد أسس على خطأ، ومنحت العملية السياسية لأباطرة الفوضى والصايعين والعابثين الذين جاءوا بأقاربهم وأسرهم وسلطوهم على مؤسسات الدولة ومنحوا المناصب لمن هب ودب، وعليك أن تصلي عشر مرات على النبي محمد إذا وجدت عراقيا صالحا في دائرة رسمية من أصحاب النفوذ فالجميع إنزاح الى دائرة النهب والسلب والتسلط، ولم يعد أحد يفهم اللعبة، ولايدرك الى أين يمضي البلد، طبعا أنا ادري، الى هاوية سحيقة..
تاريخيا فالعراق بني على باطل.. الحضارات الأولى، والأقوام الذين سكنوا هنا، والحكام الذين تتابعوا كملوك وأباطرة وقوادين لم يكونوا من العراقيين فحتى نبو خذ نصر كان سوريا من وادي حوران، وربما هناك أحفاد لهذا الرجل هم جزء من تكوين منظمة إرهابية حالية تقاتل في سوريا، أو في الموصل.
بعض الحمقى، أوحسني النية يمجدون الذين عارضوا صدام حسين، ويمنحنونهم عادة أوصاف ملائكية بإعتبار أنهم كانوا يتسكعون في البلدان طلبا للنصرة في مواجهة ذلك الرجل المخبول الذي جنن شعبا كاملا، ثم جنن أمة باكملها بحروب وحماقات ومجاعات، ثبت فيما بعد إن هولاء لم يكونوا يعادون صدام لعيون الشعب العراقي، بل هم مجموعات من السياسيين كان بعضهم يتمنى لو أن صدام يرضى عنه، ويفتح له الباب مجددا ويمنحه منصبا ما، أما وإن الأمور مضت بمقاديرها، وقد دخل هولاء فاتحين، وهم لايعرفون الشعب العراقي، ولايعرفهم الشعب، فقد دخلوا المنطقة الخضراء وتحصنوا فيها، وآثر آخرون السيطرة على مقاطعات في بغداد والمحافظات.
ثم بدأوا بنشر أنصارهم في دوائر الدولة وإستحوذوا على المناصب فيها، وصار كل مسؤول ممولا لحزبه وحركته منتهيا الى حيث ينتهي قرار زعيم الحزب والكتلة، ولايعرف عدا ذلك، بينما الشعب يتخبط في الظلام على مدى أحد عشر عاما تضاف الى سني حكم صدام حسين القاحلة التي حول فيها العراقيين الى مهاجرين ومهجرين ومعارضين ومنفيين وسجناء ومعدومين ومحرومين ومعذبين ولاجئين ووووو.
العراق بنت غلطت، فكيف لها أن تعيش سوية، كبقية البنات؟