بعض الفنادق الأمريكية في ولايات بعينها تمنع تقاسم الغرف بين الأشخاص ولاأعني الأزواج منهم والأصدقاء من الرجال والإناث فكل شئ متاح للرجل وأنثاه سواء كانت زوجة، أو عشيقة، أو صديقة، أو عاملة ملهى، أو واحدة من بنات الليل تعرف عليها صدفة في زاوية مظلمة.
بل من الرجال تحديدا، وكنت وصديقي عمر نرجو أن نقتصد في المبالغ التي بحوزتنا من خلال المشاركة في الغرفة التي نريد المبيت فيها لأربع ليال، فكان فندق في ولاية يرفض، بينما يقبل فندق آخر، فكنا نبيت هانئين في الغرفة التي نستأجرها شراكة وكلانا مطمئن الى الأموال التي بقيت في جيبه، وياليت هذا النظام عندنا فنحن نرحب بتقاسم الرجال للغرف، بينما لانتيح الفرصة لرجال ونساء أن يفعلوا ذلك وهذا تبعا للنظام الديني والقيمي المتبع عندنا، فلايجوز التشارك في الغرف بالنسبة للرجال والنساء إلا الأزواج منهم حصرا.
غرفة التنسيق التي تم فتح بابها في المنطقة الخضراء ببغداد ،وتضم أربعة شركاء من روسيا وإيران والعراق وسوريا متسعة، وتتيح تقاسم المعلومات والأخبار والتقارير والقرارات، لكنها لاترحب بأي إشارة الى وجود أمريكي، أو عراقي متعاون مع واشنطن، وحتى لو كان الأمر مرتبطا ببعض الشك في نوايا الطرف العراقي كما حصل مع رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي رفضت الغرفة تعيين ضباط من طرفه ليكونوا جزءا من التنسيق للريبة بوجود تعاون في هذا الشأن بين العبادي والولايات المتحدة الأمريكية التي لا يروق لها الحضور المتسارع للروس والإيرانيين في بغداد التي إجتهدت كثيرا للسيطرة عليها، وهاهي ترى إنها تخرج من سطوتها لصالح العدو الأكبر روسيا، وحليفتها الماكرة إيران.
الروس أعلنوا إنهم مستعدون للتدخل في سوريا في حال طلبت دمشق ذلك، وكان هذا التصريح إشارة الى قرار متخذ فعلا، فقد سارعت دمشق بطلب التدخل، وماهي إلا ساعات والطائرات الروسية تدك العشرات من الأهداف بضربات مرعبة لم يكن متوقعا حصولها بهذه الكيفية التي فاجأت واشنطن ذاتها، وتدمير أهداف عدة في محافظات مختلفة، وتكررت هذه الغارات، ثم أعلنت موسكو إنها ستستمر لشهور عدة مقبلة في عملياتها العسكرية، بينما قامت طهران بإرسال تعزيزات يبدو أنها تعتزم من خلالها شن عمليات برية في العمق السوري. الروس أعلنوا بعدها إنهم مستعدون لتوجيه ضربات لداعش في العراق في حال طلبت بغداد ذلك، وبغداد لم تطلب حتى اللحظة، ولكنها ترحب على أية حال في أي جهد دولي لتوجيه تلك الضربات، والمساعدة في قتال التنظيم الإرهابي، وإذا كانت طلبت المساعدة من باريس ولندن وواشنطن وغيرها من عواصم فلماذا لاتطلب ذلك من موسكو القوية والفاعلة، والمرجح إنها جادة في الحرب على التنظيم لأنها مهددة بالفعل منه، وليس لأنها تستخدمه كما تفعل أمريكا وحلفاؤها منذ أكثر من عام ونصف؟ وجود غرفة تنسيق في بغداد يعني وجود نية كاملة لفعل شئ والقيام بعمليات عسكرية برية وجوية لدعم القوات العراقية لدحر التنظيم الإرهابي، لكن ذلك كله سيصطدم بالنوايا الأمريكية، ونوايا حليفاتها الغربيات وفي الشرق الأوسط، وهذا ماسيشعل المزيد من الصراعات، وإنا لمنتظرون.