لم تشهد الديمقراطيات منذ عصر أفلاطون حتى الْيَوْمَ برلمانا يشرع القوانين لنفسه ليستحوذ على امتيازات مادية ومعنوية.
لا نظير لها في كل برلمانات الشرق والغرب وليس غريبا ان يصوت لهذه الامتيازات غير المشروعة اغلب الأعضاء الذين يتظاهرون بالإصلاح والنزاهة ويتصدرون احتجاجات ومظاهرات الفقراء ضد الظلم وضد مكاسب النواب الذين أقروا لأنفسهم رواتب خيالية ومخصصات خرافية للسكن وتحسين الأحوال والجمع بين الراتبين ويشرعون لرابطة تجبر الحكومة لاختيارهم مستشارين ناهيك عن صفقاتهم السرية وتدخلاتهم السافرة في وزارات وهيئات الدولة لحصد المكاسب الإضافية لهم ولحاشيتهم والتستر على اللصوص والمزورين وإبرام صفقات مخيفة جعلت البلاد تتراجع لقرون وحولت المواطن الى مسخ بشري بدون حق في الحياة وتنحصر فرصه وذويه في الموت في الحروب. أو في العمليات الإرهابية وغزوات عصابات الجريمة المنظمة.
لقد أكدت التجربة ان خراب البلاد اقتصاديا وسياسيا وتدهورها الأمني والثقافي سببه ارتقاء الجهلة والمفسدين للبرلمان وتأسيسهم لدولة الفساد والمحاصصة والتي لا تنتهي الا بإلغاء كل التشريعات الفاسدة التي تخلق التمايز بين المواطنين بل ان الرغبات الشعبية تتمنى إلغاء البرلمان واسترجاع كل ما نهبوه من المال العام.
اننا بحاجة لثورة حقيقية تنصف الفقراء وتحترم العلماء وتضع حدا لهذا التمادي على ثروات البلاد ومقامات العباد وتعيد الحقوق والمواقع لاصحابها الشرعيين ليكون الانسان المناسبً في المكان المناسب عسى ان يستعيد الوطن سيادته والمواطن كرامته والقانون هيبته وبغير ذلك سيضيع العراق بل سيباعً. في المزاد ويهرب لصوص السلطات لاوطانهم البديلة ويتركون لنا الخراب والدمار على الارض والعار في التاريخ.. ونسال الله ان يخلصنا من طغيان البرلمان أو يستبدله بنخب قليلة تشرع الامتيازات للشعب لتكون اول من يضحي وآخر من يستفيد بدلا من كونها هي المستفيد الوحيد. ولن يحقق لنا رب السماء هذه الامال مادمنا نلوذ بالصمت ونصفق ونهتف للظالمين بالروح بالدم نفديك.
ياعلان وعندما نخلو لانفسنا نشتمهم ونشتم من نصبهم علينا.