اثار اصرار السيد مسعود بارزاني على اجراء الاستفتاء دون مراعاة الشركاء بمستوياتهم كافة والظروف والتوقيتات عاصفة من المشاكل والازمات ترافق معها سلسلة من فضائح لصوص المال العام ،مما دفع الاغلبية الصامتة ووسائل الاعلام ام للتساؤل المشروع عن دور حماة الدستور والمكلفين بتطبيق القانون..!
وللاسف ركز البعض وهاجم السيد رئيس الجمهورية وكان الله في عونه لحجم حراجة موقفه فالنص الدستوري يصف دوره بحامي الدستور وسيادة ووحدة العراق ولكن ابامسرور مسعود يطلب منه ان لايعترض على الاستفتاء انتصارا لقوميته يوم لاينفعه قانون ولادستور في دولة المحاصصة فلاذ الرجل بالصمت ولايريد ان يفرط بالقصر الجمهوري ولايخسر قوميته، وتعرض لذات الموقف بدرجة اقل كبار المسؤولين من الاخوة الكرد المتقاسمين المناصب الاتحادية والبرلمانيين كذلك باستثناء اصوات قليلة كانت شجاعة وانتصرت على خصوصياتها من اجل العراق والدستور والعقلانية ضد العنجهية التي ادخلتنا فعلا بنفق مظلم ولم تترك لنا فرصة للاستقرار والاستمتاع بنصرنا على الدواعش..!
ويبدو اننا سنمضي عمرنا كله في هذا النفق المظلم. والعجيب ان الكبار يخرقون الدستور ويفسرونه حسب امزجتهم والشعب يدفع ثمن صراعاتهم، والاخطر ان القانون هو الاخر فقد هيبته ويطبق بانتقائية غريبة فالسجين الذي اختلس المليارات اوتسبب باضرار جسيمة للمصلحة العامة (مدلل) لايحاكم والمثال الصارخ الجبناء الذين سلموا الارض والعرض والانسان للدواعش، وحتى الذين صدرت بحقهم احكام لسرقة مليارات لم تتجاوز عقوبة الجنحة بدلا من الجناية ومجرد شهور قليلة يمضيها المتهم في سويت سياحي ترفيهي في مركز الشرطة، وللامعان في تحقير القانون ترتب له عمليات ترحيل وليس تهريب للجارة ايران وبعضهم لوطنه البديل الذي سبقته اليه المليارات.
والفقير من عباد الله حين يسرق رغيف خبز ليسد جوعه يحكم لسنوات ويرحل فورا لابو غريب ليبتز ويهان على طريقة هذا الزمان وليس عجيبا هذا الامر بوجود برلمان يشرع قانون العفو عن كل المجرمين واللصوص والمزورين.
ويتوافق الجميع لتسوية الامور وديا غير مكترثين بالفضائح لانهم جميعا شركاء ويخشون من المجرم ان يكشف اوراقهم ودورهم في خرق القانون والدستور والاعراف وابسط مبادىء الاخلاق.
فهل بعد كل الذي جرى وسيجري لنا الحق ان نتحدث عن وجود دستور وقانون ونعتب ونتهم السيد الرئيس فقط واغلب الكبار متورطين من قمة الراس لاخمص القدمين لتحسين اوضاعهم الشخصية والعائلية ومريديهم من احزابهم على حساب خراب البلاد وهلاك العباد...!