حاولت وسائل الاعلام المحلية والخارجية ان تؤرخ لايامنا الدامية فتحدثت عن السبت الدامي واعقبه الاحد وحتى امتد الامر ليشمل كل الايام والشهور والسنوات، فلم يعد للايام بريق واصبحت الاماكن كلها هي الاخرى مقترنة بدم الابرياء واصبحت مدن العراق كلها دامية باكية..!
ولم يعد مثيرا لوسائل الاعلام الاحداث الفردية للقتل فاقتصرت التغطيات الاخباريةعلى الفواجع النوعية الكبرى التي ترقى للابادة الجماعية مثل سبايكر والكرادة والتي تستخدم فيها ابتكارات في ابادة العراقيين واختراق الاجهزة الامنية، ويقال ذات الشىء للازمات السياسية المبتكرة لايذاء الوطن والمواطن وتحديات اقتصادية واجتماعية متصاعدة ومتزامنة مع الارهاب كلها تؤكد على الابتكار في تهديد البلاد وفي المقابل وبصراحة تامة يجب ان نتكاشف ونتسال عن ستراتيجية الامن الوطني التي يفترض انها شاملة وقادرة للتنبؤ بالاخطار وتعتمد مبدأ الامن الوقائي وعدم الوقوع في فخ المفاجئة والصدمة غير المتوقعة ومحاولة للملمة الجراح وتلميع وتبرير الخروقات الامنية والازمات باشكالها المختلفة وليس امامنا تفسير لذلك الا بغياب الخطط الذكية واعتماد مستشارين ليس لهم مشورة ذكية ولاتخصصات المعية وانما المجاملات في التعيينات التي ترقع وجه المحاصصة التي لا تضع الانسان المناسب في المكان المناسب بل تقلب الهرم وتجعل الابواب مفتوحة وسالكة لخطط العدو والامثلة لاتعد ولاتحصى واشهرها هزيمة الموصل، وفي كل مرة يكلفنا النصر تضحيات جسيمة كان بالامكان ان نختزلها لو اننا تحسبنا وحسبنا ووضعنا لكل شىء خطته وبابتكار يفاجىء العدو، ويبدو اننا ادمنا على تكرار الاخطاء وتقبل الثمن الفادح وتمر الامور بدون حساب لفشل الحكومة والبرلمان والاجهزة الخاصة ولا نستغرب حين نتامل السيرة الذاتية لاغلب القادة الامنيين والمعنيين في هذا الملف في مجلس النواب والاجهزة الخاصة ومن يتبج بصفة الخبراء والستراتيجيين والامنيين والمستشارين سنكتشف حجم الامية والتواضع في المعلومات والغرور والامتيازات والايفادات باستثناءات قليلة ليس في يدها حيلة، ان ثمن غياب الخبرة المزيد من الدماء والكوارث، فلم يعد في البلاد شبرا امنا وماتدعيه الاجهزة الامنية بان الوضع تحت السيطرة مجرد تبريرات ورفع معنويات وقفز على الحقيقة ونتسال كيف حدث الخرق الامني الاخير في الناصرية ومازلنا حتى هذه الساعة نتبادل الاتهامات ولم نحدد من اين دخل الارهابيون ومن اين انسحبوا والمحافظين ومجالسهم واجهزتهم الامنية وقياداتهم في بغداد منشغلين بالصفقات والعقود ومتعهم الشخصية وصراعاتهم الحزبية، والمخلص منهم لا خبرة عنده ولا خطة فالمحاصصة نصبته في مكان ليس له وتركوه يجرب امكانياته على البشر ولا يتحمل اية تبعات بموت المئات..!
يا قادة الصدفة العراق ليس رقعة شطرنج والناس ليسوا احجارا للعبتكم الغبية كفانا قتلا وتنكيلا وكوارث وابادة اتركوا للمخلصين مواقعكم لإنقاذ البلاد اما يكفيكم ما نهبتموه وما تسببتم في قتله وتشريده وتهجيره، فوالله بلغ السيل الزبى ولابد للقيد ان ينكسر ولابد للشعب ان يثور عليكم ويقتص منكم فقد سلبتموه حريته وثرواته وكرامته بل حياته بجهلكم واستحواذكم وصراعاتكم على السلطة بحجة حماية الدين والديمقراطية.