كشفت ازمة الاستفتاء الاخيرة بما لايقبل الشك انتصار قوة العقل والحكمة وهزيمة التطرف والعنجهية وتفوق خطاب المحبة وانكسار صوت الكراهية والتطرف.
نقول ذلك بعد رصد دقيق للخطابات المتصارعة الرسمية عبر وسائل الاعلام التقليدية والتغريدات المتعددة الاصوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي واكتشفنا بان خطاب حكومة العبادي اتسم بالهدوء والقدرة على الاحتواء والتوازن وعدم الانجرار للمهاترات التي تنطلق من الحلفاء في الداخل او الخارجي واستند لثوابت الدستور والتعامل مع الحالة بوصفها سوء فهم لشركاء وليس لاعداء بينما لجا مسعود للعاطفة والوهم وسوء تقدير الموقف.
وللاسف لم يكن صوت المثقفين العرب او الكرد بعيدا عن الصوت القومي المتعصب والمذهبي المتطرف، وانساق اغلبهم لصب الزيت على النار ولم يتردد بعضهم لدق طبول الحرب والاعتقاد بانها الحل الوحيد بعد ان اغلق مسعود كل ابواب الحوار.
لكن الحكمة كانت تقول عليك ان تحاور وهذا مافعلته الحكومة حتى اللحظة الاخيرة وتحرك على الارض لتعزيز الحوار بالتلويح ليس للحرب بل بعدم التنازل وامتلاك مصادرالقوة الخشنة والناعمة لتبديد الوهم وشق صفوفه واعطاء فرصة للعقلاء لايجاد الحلول.
المهم مابعد الانتشار في كركوك والمناطق المتنازع عليها كيف نستطيع ان نحتوي الجميع..؟ ولابد ان نلغي من قاموس خطابنا الاعلامي تعميم صفة الخاسر والمنتصر على الاكراد والعرب ففي ذلك تكريس للانفصال وتغذية للتطرف وانعاش لمشاعر المرارة والانتقام والحقد بل علينا ان نتحدث عن دولة المواطنة وانتصارنا جميعا الحكومة واطراف كردية عقلانية ستشكل نواة جديدة لشراكة حقيقية بعد تطهير البيت العراقي الكردي والعربي من كل اشكال التطرف والفساد وايجاد حلول دستورية وقانونية لمستقبل جديد يقطع الطريق لكل من يتاجر بالسياسة على حساب استقرار المجتمع وامنه ورفاهيته.
تحية لصوت العقل في الحكومة ويجب ان لايدفعها ذلك للغرور بل الاعتقاد بان الصفحات التالية مابعد داعش والاستفتاء بحاجة لحلول جذرية تحتاج اهل الخبرة والبصيرة لاعمار النفوس قبل المدن المخربة، وتحية اعجاب لكل العقلاء الاكراد الذين انتصروا لكرديتهم بالتمسك بعراقيتهم وتحلوا بشجاعة نادرة وتعرضوا لتهديدات وافتراءات قاسية لم توقفهم بالمجاهرة بالحقيقة ودق نواقيس الخطر من نتائج الاستفتاء الخطا في الوقت الخطا وكان نتاج ذلك ومثاله الذي يستحق اعلى وسام للتمدن والتحضر النائبتان المتالقتان بالحق ورجاحة العقل والحكمة الاء طلباني وسروة عبد الواحد واخرين انتصروا على عقليات الحرس القديم وساهموا مع الاصوات الحكومية والاعلامية المتعقلة بتجنيب البلاد من حرب لاينتصر فيها الا الشيطان..
ليكن خطابنا اننا انتصرنا جميعا الجيش العراقي والبيشمركة ايضا فهي لم تنهزم لانها جزء من منظومتنا الامنية العراقية ولتخرس اصوات التشفي والكراهية. وتنتظرنا حرب مقدسة لاجتثاث الفساد والشروع بالاعمار والاستثمار وحسن اختيار لوجوه الحكومة القادمة والبرلمان الجديد لتعيش بسلم وامان بعد ان ضيعنا اعمارنا بالحروب والالام.