الى غيلان
تدخل الى الليل وكأنك تدخل الى الحياة
تتلمس أشجار العتمة
وكأنك ترضع حلمة نافرة للمرة الأولى
ثمة في الظلام حياة لم يصل إليها التلوث
وهناك
على قمم قرب سماء الليل
تكتشف العقل
وتنزل بالليل كله
تمسح لطخات الضوء
***
الحقيقة لا يُدخل إليها من الباب، بل من النوافذ الخفيّة، وبالقفز على الأسيجة.
***
أتقدّمُ داخل الغابة
مُحاطاً
بصياحِ طَلْقٍ غامض
واغتصاب
للأشجار أسرارها أيضاً
يبدو جريانُ جدولٍ صغيرٍ
مثلَ رغبةٍ سرّيّةٍ
متواطئةٍ
مع الصياح
***
" محدودبٌ كأنّني علامة استفهام
للإجابة عنّي
ينبغي
فتح ملفات الكون"
***
عِشقُ الإنسان للحياة - رغم بؤسها- جعله يتأمّل حياةً ما بعد الموت، لذا اعتبر القبر رحماً لولادة أخرى، وقد نما هذا التأمّل لديه الى حدّ أنّه أخذ يفترض الحياة الأفضل - هناك في ما وراء الموت - خارج حياته الحقّة، ولأنّه عجز عن تغيير البؤس الذي عاش فيه، إفترض إلهاً أو قدرةً أخرى تقوم لاحقاً نيابةً عنه بهذا الدور، إله يجعل الحياة الأخرى أكثر عدالةً، ويجعله فيها أكثر حظّاً في الحصول على رغباته المقموعة.
المشكلة أنّ افتراض الإنسان لوجود هذا الإله جعله أكثر عجزاً في الحياة، بل أكثر تقبّلاً للغبن والقمع والحرمان فيها، جعله مستسلماً منقاداً طيّعاً لكلّ ما هو ضدّ حياته، الى درجة أنه ينتحر. عشقه للحياة قاده الى الإنتحار!
***
هذا الإنسان لم يفهم الإله.. كما اراد له. اما الذين قد عرفوه حق معرفته..
فترى حيواتهم صراع نحو تكاملهم..
فلو كانت الحياة هذا العيش وحده.. لما استحقت سوى عقول تهم بها..
***
تغيير المجري لا يعني أنّ النهر لا يمكنه العودة الى مجراه الأوّل، إلا أنّ في التغيير إشارة صريحة الى الإمكانات التي يمكن أن تتحقّق. نحتاج أن نتأمّل ما يحدث لا بصفة رفض أو قبول، القضيّة أعمق من ذلك، نحتاج أن ننتبه الى أنّ المتحقّق قد بلغ ذروة ما يتجلّى به، التجلّي بحدّ ذاته نهاية. الحياة تعمل على تدوير احتمالاتها.
***
تغيير المجري لا يعني أنّ النهر لا يمكنه العودة الى مجراه الأوّل، إلا أنّ في التغيير إشارة صريحة الى الإمكانات التي يمكن أن تتحقّق. نحتاج أن نتأمّل ما يحدث لا بصفة رفض أو قبول، القضيّة أعمق من ذلك، نحتاج أن ننتبه الى أنّ المتحقّق قد بلغ ذروة ما يتجلّى به، التجلّي بحدّ ذاته نهاية. الحياة تعمل على تدوير احتمالاتها.
***
أن تكون النجاة في التهام الطُعْم، أن لا نجد أمامنا إلا أن نعلقَ بالسنّارة، لأنّ الإقامة في الماء إقامة في الفخّ.
***
"جَرِّب ألا تقف بعيداً عن النافذة، فعندما ينهار البيت لا يبقى أمامك إلا أن تقفز".