اعددتها لكم عن رواية للكاتب الكبير توفيق الحكيم وتحليل سيكلوجي عن كتاب (شرق غرب رجولة انوثة ) للكاتب جورج طرابيشي ...
اطيب الاوقات اتمناها لكم اصدقائي
نظرا لطول الرواية وللعمق الفلسفي الذي تحمله. لست هنا بصدد طرح تفاصيلها الدقيقة ولكن دعونا ان نركز على مضمونها الفكري سيما وهي تمثل او تتطرق للعلاقة بين الشرق والغرب. فالشرق بروحانياته والغرب بمادياته فالروحانية هنا والمادية هيهات ان يلتقيا ...
هي سيرة ذاتية للكاتب جاءت على لسان بطله (محسن ) ذلك الشاب الذي يغادر بلده ويذهب الى العاصمة الفرنسية باريس ليدرس الهندسة في جامعة السوربون وهناك يكون حاله مثل اي شرقي سبقه حيث ينصدم بحضارة وبهرجة ذلك المجتمع الاوربي.
ومنذ نقطة البداية يضع رجله تحت نصب شاعر فرنسا الاول (الفريد دي موسيه) وكان قد نقش على نصبه جملته الشهيرة (لاشئ يجعلنا عظماء سوى الم عظيم) ومثلما اسلفت دعوني اقتطف لكم اجمل واعمق كلام عن طريق تلك الرسالة التي بعثها له صديقه الروسي (ايفان) كرد فعل على ماشاهده في صديقه الشرقي محسن وطريقة تعامله مع تلك الفتاة الشقراء التي وقع في حبها وراح يسبح بعالم من الخيال مبتعدا كل الابتعاد عن الواقع المطروح..
(صديقي محسن.. الخيال هو ليل الحياة الجميل.
ان عالم الواقع لايكفي وحده لحياة البشر !!
انه اضيق من ان يتسع لحياة انسانية كاملة.. عندما اراد الغرب ان يقلد الشرق وان يكون لهم على غرار انبيائه جاءت نبواتهم ملطخة بادران الانوثة والارض المادية.
بعيدة عن طهر السماء والرجولة والروحانية وكان على راس انبيائه (كارل ماركس) الذي حاول من خلال (انجيله الارضي كتاب راس المال) ان يحقق العدل على هذه الارض فقسم الارض وحدها بين الناس ونسى السماء !!
فامسك الناس بعضهم برقاب بعض ووقعت المجزرة بين الطبقات تهافتا على تلك الارض في حين ان انبياء الشرق تمكنوا من حل مشكلة الدنيا اي مشكلة الفقراء والاغنياء يوم (فهموا ان المساواة لايمكن تحقيقها الا بادخال مملكة السماء وجعلوا اساس التوزيع بين الناس الارض والسماء فالذي لم ياخذ حقه وحرم من جنة الارض سيكون حقه محفوظ في جنة السماء) وهنا حدث التصادم بين الشرق والغرب فاخرج الغرب السماء من حساباته لان علم الاقتصاد الحديث لايعرف السماء !!
ان المسؤول عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين المتزمتين انفسهم !! كان يمكن لهم ان يتجردوا عن متاع الارض ويظهروا في زهدهم بمظهر المنتظر حقا لنعيم مقيم اخرفي السماء .. لكننا نراهم هم اول من ينعم بمملكة الارض ومافيها من خيرات واكل طيب يكنزون به لحما طريا وخمر معتق ينضح على وجوههم الكالحة وتحت امرتهم الطائرات والسيارات التي ينتقلون بها والمرتبات العالية التي يقبضونها!!
انهم يتكلمون عن السماء وكل شئ ينطق بانهم اول من يرتابون من جنة السماء وانهم متكالبون على جنة الارض؟؟
هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس في حقيقة مملكة السماء وان كل مابناه الانبياء والاتقياء بزهدهم الحقيقي وجوعهم وعريهم مما اقنع الناس بان هؤلاء الرسل هم حقا ينتظرون شيئا في العالم الاخر ثم جاء هؤلاء فدمروه.
وكانوا باعمالهم الدنيوية تلك يكذبون مملكة السماء لانهم في الواقع كانوا خير دعاية لمملكة الارض؟؟ وانسوا الناس بانغماسهم في هذه الحياة ان هناك شيئا اخر غير هذه الحياة!!
الذي اريد قوله.... في مجتمع شرقي ذكوري حد النخاع متخلف ومتاخر ومشحون بايدلوجيا طهرانية متزمته.. يغدوا مفهوم الرجولة والانوثة مفهوما موجها لا للعلاقات بين الرجل والمراة فحسب بل ايضا للعلاقة بين الانسان والعالم وبين الشرق والغرب .
فالغرب هو الانوثة والشرق هو الرجولة؟
وجاء ذلك المفهوم ليطغي على اغلب الروايات العربية الصادرة سيما تلك التي تتعرض للعلاقة بين الشرق والغرب عن طرق ادب الرحلات والسفر لاغراض الدراسة او الفن او لاغراض طبية..
ففي روايات عربية مثل (عصفور من الشرق والحي اللاتيني لسهيل ادريس ووموسم الهجرة للشمال والاشجار واغتيال مرزوق وحتى بداية ونهاية لنجيب محفوظ) كلها تصور الرجل العربي ذلك المغوار المستعمر (بكسر الميم) والغرب هو الانثى اي المستعمر (بفتح الميم ) ولا ادري سبب تلك النظرة الدونية الضيقة؟
هل هو الفراغ الذي يعيشه العربي ام الكبوت الجنسي الي يعانيه في ظل مجتمعات مغلقة او محافظة؟
ام لكم تفسيرا اخر ؟
افتونا واجيبونا اثابكم الله ...
ولله في خلقه شؤون وشجون ...