اعددتهالكم عن رواية للكاتب احمد عبد الوهاب وتحليل سينمائي لفيلم يحمل نفس العنوان.
الفرق بين العرب والغرب هو في النقطة فقط!
هم شعب مختار ونحن شعب محتار.
هم تحالفوا والعرب تخالفوا.
هم في مستوى الحصانة ونحن مازلنا في مستوى الحضانة.
وهكذا تستمر عقدة تلك النقطه!!
في البلدان الراقية والمتمدنه يسمونه (عامل النظافة ) وقد عملو له في مدخل كل مدينة نصب تذكاري.
اما في بلداننا العربية فلا زلنا نسميه (الزبال ) ارجو ان تنتبهو ايها السادة؟
في صباح كل يوم كان (عنتر الزبال ) يدق ابواب الحي الذي يسكنه ليجمع القمامة حيث ورث تلك المهنة من ابيه واجداده ومن خلالها صار صاحب اطيان وعقارات واملاك!.وفي احدى الصباحات وقعت عينه على احدى فتيات الحي وهي تضع القمامة في مكانها المخصص لها فاعجب بها وفي المساء طرق باب بيت تلك الفتاة ليخطبها ويتزوجهاحيث كان يعتقد انها تعمل خادمة في ذلك البيت.
ولكن الذي حدث لم يكن في الحسبان لان تلك الفتاة لم تكن خادمة بل ابنت صاحب البيت وهو مستشار متقاعد اما اخيها فكان دكتور واساذ جامعي وبعد دخوله للبيت تعرض الى انواع من الاهانات والالفاظ النابية!!
اذ كيف يتجرا ان يخطب ابنتهم وهو الزبال القذر فطردوه من البيت شر طرده ولم يحترموه على الاقل كانسان!!
لم يكن من عنتر الزبال الا ان يتوعد لهم بانه سينتقم منهم ويذلهم مثلما اذلوه وقبل ان يخرج من بيتهم قال لهم الايام بيننا؟
وبمرور الايام يتم عقد قران استاذ الفلسفة دكتور جلال من زميلته عايدة وتشترط عليه ام العروسة ان يشتري لها شقة لكي يتم الزواج وبعد بحث طويل تقوده الصدفة الى عمارة من خمس طوابق تعود ملكيتها لعنتر الزبال واستطاع عنتر الزبال ان يتذكره سيما وهو الذي طرده شر طرده عندما اراد ان يخطب اخته ففرض عليه سعر (3000 جنية) وهو سعر عالي لا يستطيع دكتور الجامعة ان يدفعه (لو يطخ راسه بالحايط) حاول جاهدا ان يخفف ذلك المبلغ لكن جهوده بائت بالفشل!!
وهكذا استطاع عنتر الزبال ان يذله ويطلب من خطيبته ان تعطي دروس خصوصية لابنه صاحب الدماغ الثقيل والفاشل دراسيا مقابل (50 جنيه في الشهر) وهو مبلغ لايستهان فيه ويحلم فيه اي موظف في الدولة؟
وشيئا فشيئا استطاع عنتر الزبال ان يغزو بيت ذلك المستشار المتقاعد وجعله يعمل في مكتبه للاستشارات القانونية مقابل مرتب زهيد من المال ثم قام بمرور الايام بسحب البساط من تحت قدم الدكتور جلال واخذ خطيبته منه بعد سلسلة من الاغراءات المالية واكسسوارات الذهب التي قدمها لها سيما وهي المعروفة يجشعها وحبها لامتلاك كل شئ!!
ولم يكن هنا امام الدكتور جلال سوى ان يقف امام طلابه على منصة الدرس وقال لهم بعد ان اصيب بشئ من الخلل في عقله وغير مصدق تلك الاشياء التي حدثت له حيث وقف فقال بعلو صوته (تريدون ان تعرفو الحقيقة؟
الحقيقة ان عنتر الزبال سيدخل كل بيوتكم.. انتبهو ايها السادة.. انتبهو)
لقد جاء فيلم انتبهو ايها السادة في فترة الثمانينات وحقق نجاحا منقطع النظير لانه كان مواكبا لعصر الانفتاح الاقتصادي وقت حكم الرئيس انور السادات حيث صعدت من خلالها الى منصة الواجهة وجوه كالحة من قاع المدينة فكانت عمليات التهريب والرشاوي على اشدها والكل كان يجري جري الوحوش لكي يصير!!. وهكذا حيث قالها السادات في احدى خطاباته للشعب (اللي مش حيغتني في عهدي مش حيشوف غنى تاني ابدا) وهي دعوة صريحة منه للنهب والسلب والاغتناء دون حساب ودون قضاء يسال من اين لك هذا!! يالله ما اشبه تلك الفترة التي مر بها الشعب المصري بيومنا هذا!!
السؤال المطروح عليكم اصدقائي..
هل العيب في الزبال الذي طغى وتجبر وملك كل شئ؟
ام العيب كل العيب في الدكتور والاستاذ الجامعي الذي فسح له المجال ليصعد على حساب الكثيرين من ولم يقاومه؟
بل اكتفى بالتفرج عليه وندب حظه واخذ الحبوب المهدئة للاعصاب!!
مع احترامنا وتقديرنا للزبال كانسان ويقدم خدمة للمجتمع.. ولكن الرسالة التي وصلت هل نترك العلم والجامعة ونعمل زبالين؟
وتاكدو لو استسلمنا لذلك سيصعد الى المنصة ويبقى عليها زمنا طويلا الحرامية والبلطجية وتجار الخرده والجنطة وتجار الدم والحروب ومن لف لفهم..!! ولله دائما له في خلقه شؤون وشجون.
(تصبحون على خير راجيا ان تخرجو عنتر الزبال من تفكيركم).