لو عدنا ادراجنا واطلعنا على المراحل الظرفية التي مر بها العراق لتاكدنا بان عوامل التعبئة والتحريض على الثورة كانت سائدة وطاغية على انتاجات كتابنا من المفكرين السياسيين، وكذلك كان للفنانين دورا بارزا في تحريك الاجواء السياسية ومناهظة الانظمة السياسية الظالمة والتي حكمت العراق عبر المراحل التي عاشها الشعب العراقي، ففي القرن العشرين كان العراق زاخرا بالكتاب والفنانين المسرحيين والتشكيليين، فقد برزت في تاريخ العراق القديم اسماء كان لهم الدور الكبير في تحريك الاجواء السياسية ومناهضتها ومن خلال انتاجاتهم الادبية والشعرية منهم: ابو الطيب المتنبي وكذالك الفرزدق وامتدادا الى مرحلتنا المعاصرة حيث انتشرت ادبيات عبد الوهاب البياتي وشاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري، وكذالك السياب ونازك الملائكة، ولم يقف النشاط على الادباء بقدر ماكان للفنانين التشكيليين منهم الاستاذ فائق حسن وجدارياته والتي كانت منتشرة في ساحات بغداد والاستاذ اسماعيل فتاح الترك، وليلى العطار والفنان جواد سليم والاستاذ شاكر حسن ال سعيد، ومن المسرحيين كتابا وممثلين ومخرجين منهم المرحوم حقي الشبلي وابراهيم جلال ويوسف العاني وعادل كاظم، هذه الاسماء البارزة في تاريخ العراق من الفنانين والادباء لم يقفوا مكتوفي الايدي وهم يراقبون الشارع السياسي ومن دون حراك، وانما افكارهم والتي تاثرت بالادب الروسي والالماني صاغوا من هذا التاثير ملاحم قصصية ونصوص مسرحية ولوحات تشكيلية وحتى الفنون الموسيقية كان لها دورا بارزا في تعضيد الحركة السياسية ، هؤلاء المثقفون تاثروا بالثقافة والافكار اليسارية اضافة على اطلاعهم على مسيرة وحركة الشعوب المناهظة للاستعمار وعلى الانظمة الغير المعتدلة في نظامها وحكمها، استطاعوا هؤلاء الفنانين والادباء العراقيين ان يساهموا في تحريك الاجواء السياسية ويناهضون الافكار البالية ومن خلال قصائدهم ولوحاتهم التشكيلية ونصوص مسرحياتهم التي ساهمت في توعية المواطن عقليا وحررته من الخوف بتعبئة فكرية وثقافية هدفها تسليط الاضواء على السبل الكفيلة لتحرير الشعب والمجتمع من بعض الافكار البالية وكسر طوق قيودهم ورفع سواعدهم احتجاجا على الانظمة المتهرئة والوقوف ضد الاحلاف والمؤامرات التي قيدت العراق وحددت علاقاته الخارجية مع الدول الصديقة المتحررة من العبودية والاستعمار ووقفت بالمرصاد ضد المؤامرات والتي نالت من حرية الفرد والمجتمع، وهكذا شاهد الشارع العراقي حركة من النشاط السياسي نتيجة للاوضاع المجحفة مما دعى الى تضامن الادباء والشعراء والفنانين ضد الفئات المتصارعة بين رجالات الدولة على الحكم، وتنشيط تحركات الاحزاب الوطنية ومع الاحزاب القومية ضد الانظمة الرجعية والدكتاتورية، واصبح للادب والفن دورا بارزا في تحريك الوعي السياسي والدعوة الى قيام ثورة مناهضة للاوضاع السائدة انذاك مما دعا الشارع العراقيالى احتضان التظاهرات الجماهيرية الرافضة لكل اشكال الاستعباد والهيمنة الاستعمارية ومقاومة التحالفات والتي رسمت وحددت العلاقات الدولية للدولة العراقية على الصعيد الداخلي والخارجي، فبعد رحيل العديد من الكتاب والادباء والفنانين الى خارج العراق واطلاعهم على الاوضاع السائدة في تلك البلدان من احترام الانسان والقوانين التي تخدمه وتعترف بحرية التعبير عن افكاره والدعوة الى التغيير والحداثة وتاثرهم بالافكار اليسارية، وبعد عودتهم عملوا على نشر تلك الافكار اليسارية والعمل بمثلها وبما يلائم اجوائنا وتحريك المشاعر والاحاسيس الوطنية وتوعية الجماهير فكريا وسياسيا، ولهذا ظهرت نتائج الادباء والفنانين التشكيليين والمسرحيين، وكذالك الشعراء ومن خلال انتاجاتهم ساهموا في الضغط على الانظمة الحاكمة لاتخاذ بعض القرارات المنصفة بحق الشعب والجماهير الغاضبة مما دعت الانظمة الى تغيير سياستها الداخلية وتعديل بعض بنودها من اجل مصالح الشعب بايديولوجية تستخدمها في العلن واخرى في الخفاء، الا ان مثل هذه السياسة لم تنطلي على السياسيين الاحرار والمتبصرين في بحر السياسة والاجواء السياسية والتي كانت منتشرة في العالم العربي وفي العراق بالذات مما دعا الفنانين والمطربين بالذات الى تعرية اجواء السياسة المجحفة وانتقادها ومن ابرزهم المنولوجست الاستاذ عزيز علي ومن خلال عدة مونولوجات فضحت الانظمة وعرت سياستهم الداخلية والخارجية-- اذن من هو المونولوجست عزيز علي؟
عزيز علي:
هو مطرب وشاعر ومنولوجست من العراق ولد سنة 1911 في بغداد – الكرخ، كان عزيز علي فنانا ناقدا في رحلته الفنية الاولى منذ عام 1937 ولغاية عام 1939، وناقدا سياسيا، حيث اصبح من اكثر الاشخاص الداعين الى الثورة، انتقد في حياته تاسيس الجامعة العربية، ومونولوجاته عرضته للسجن والابعاد عن العراق، بعد فضحه للمتامرين والحكومة الفاسدة مطالبا بالتغيير السياسي والاجتماعي، هذا الفنان العراقي انتقد الشعوب العربية ايضا وطالبهم بالنهضة العربية ومحاربة الاستعمار.
فنان الشعب الثائر عزيز علي:
يقول عنه المفكر حسن العلوي في كتابه الموسوم ((اللحن الساخر)) ان الفنان عزيز علي كان يافعا عندما تاسست الدولة العراقية الحديثة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في بداية عقد الثاني من القرن الماضي، ولذلك انه اطلع على مخاض التاسيس ورافق نموها وتطورها وعاصر الام الشعب وصور الماسي والالام وجسدها في مونولوجاته التي كانت منحازة الى القضية الانسانية ولاسيما الفقراء والضعفاء والذين كانوا يشكلون الغالبية العظمى من الشعب العراقي، ولهذا استخدم الفن من اجل الاهداف السياسية لمناهضة الاستعمار وحلفائه داعيا الى الثورة ضد الانظمة التي لا تخدم مصالح الشعب، وهكذا جسد هذا الانسان فنه لخدمة الجماهير الكادحة وللشريحة الاجتماعية والمغلوبة على امرها، ومن اشهر مونواوجاته هي:
** ن كنت تحجي تبتلي-- دكتور-- منه منه كلها منه-- كل حال ايزول-- شوباش-- القبول-- البستان-- طلعت الشمس على الحرامية-- الركعه الزغيره والشك جبير.
ان جراة الفنان والشجاعة التي تحلى بها كانت نابعة من القلب وبمصداقية النوايا التي كان يكنها الفنان لشعبه ووطنه انذاك ، لقد طغت الانظمة الحاكمة انذاك مما جعلت الفنان ان يحس بالام شعبه وماسيه مما دفعه هذا الشعور الصادق الى مقاومة الانظمة السابقة لاحساسه ان هذا الظلم وقع على الشعب المغلوب على امره فزخر عطائه بانتاجات فيها من الاحتجاجات والتعرية لهذه الانظمة مما دعى الانظمة الى ملاحقة الفنانين والادباء الوطنيون وتقييد حريتهم وتحديد انشطتهم ومن خلال مراقبة صارمة على انتاجاتهم التعبوية والتحريضية ولا سيما على بعض الصحف المحلية وعلى المجلات وعلى انتاجات الادباء من بعض الروايات والقصص القصيرة وعلى النصوص المسرحية، ومن هنا ندرك ما لاهمية الفن في تسخير مقوماته واساليبه الفنية لخدمة السياسة وطرح هموم الشارع السياسي وتجسيد معانات الجماهير من ظلم الانظمة المستبدة والتي لها تبعية في تنفيذ مخططات الاستعمار واسيادهم في استثمار خيرات الوطن والتي ادت الى تدهور البنية الاقتصادية للشعب .
الفنانه المسرحية زينب
ليس بغريب على الشعب العراقي ان يشاهد موقف المراة العراقية الى جانبه في مقارعة الاستعمار ومحاربة اذنابه فقد عرفت الفنانه زينب ومن خلال تالقها وابداعاتها الفنية وبمواقفها الوطنية انها فنانة تؤيد السياسة التي تدافع عن مصالح الجماهير وان تقف في صف الطبقة العاملة والفلاحين والشريحة الاجتماعية المعدمة من ابناء الشعب وعن طريق الفن، عرفت الفنانه زينب بميولها اليسارية ومن خلال ايمانها بعقيدتها التي اكتسبتها من عائلتها الوطنية وعليه فقد ساهمت بجميع العروض المسرحية والتي ساعدت على تحريك المشاعر الوطنية ودعم القضايا الانسانية ومساندة جميع المفكرين المثقفين من الاحرار في طروحاتهم ومواقفهم الوطنية الرافضة لكل سياسة لا تخدم الجماهير وتحقق طموحاتهم في الحياة الكريمة.
هذه الفنانة التي عرفها الجمهور ومن خلال تالقها وابداعاتها الفنية، والتي سخرت الفن من اجل نشر رسالة تحرير الانسان من القيود المتسلطة على رقابه ومساندة قضيته ومن خلال الشخصيات البارزة الشعبية التي ترعرعت في الاحياء الشعبية البغدادية والتي جسدتها على خشبة المسرح ومن خلال فرقتها المسرح الفني الحديث. اسمها الحقيقي((فخرية عبد الكريم)) والتي نشات بين احضان عائلة وطنية حيث تعرضت لملاحقة الانظمة مما اظطرتها الظروف الرحيل الى كردستان، ومن ثم عادت الى بغداد واعيدت الى وظيفتها بعد ان فصلت نتيجة لمساهماتها في التظاهرات الاحتجاجية ضد الظلم والطغيان، ازرت حكومة عبد الكريم قاسم ونشطت بمساهماتها الفنية بعد ان انتمت الى فرقة مسرح الفني الحديث سنة 1959 حيث تالقت بعطائها الفني فمثلت ادوارا جادة وهادفة (تموز يقرع الناقوس) والخرابه والخان، حازت على افضل ممثلة في العراق بعد ان ابدعت في مسرحية النخله والجيران في شخصية تميزت من خلالها عن بقية ادوارها المسرحية.
خلاصة القول، ان هذه الفنانة المتميزة بعطائها وحبها لفنها ولشعبها سخرت الفن من اجل خدمة الجماهير وجعلت من الساسة هدفا تهدف من خلاله الى نشر رسالة خدمة المجتمع داعية الى التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية .
الفنانه المسرحية ناهدة الرماح
هي ممثلة عراقية بدات مشوارها التمثيلي سنة 1956 في فلم ( من المسؤول ) وبعدها وقع اختيارها على فرقة المسرح الفني الحديث حيث انتمت الى الرعيل الاول من الاساتذة الرواد منهم ابراهيم جلال ويوسف العاني وزينب وقاسم محمد وسامي عبد الحميد، لقد تميزت ناهدة الرماح بادوارها الشعبية وتالقت بادوارها المتميزة وبابداع قل نظيره بين فنانات ذالك العصر فشكلت ثنائيا مع زميلتها زينب لتجسد شخصيات مركبة بابعادها ودسمة بمضامين افكارها اليسارية والمنحازة الى جانب قضية الجماهير فمثلت في مسرحيات منها (حكاية الرجل الذي صار كلبا) وفي مسرحية (بغداد الازل بين الجد والهزل) ومسرحية (النخلة والجيران) (ومسرحية نفوس)-- الخ
لقد ضحت بصحتها وجهدها ونالت اعجاب الجماهير والنقاد من خلال ابداعاتها الحرفية في التمثيل ومن خلال شخصياتها الوطنية والتي من خلالها تقف وعلى خشبة المسرح لتنادي بالتغيير والحداثة رافضة ومحتجة وبكل شجاعة الاجحاف الذي نال الشعب وشرائحه من الفقراء والبسطاء من ابناء الشعب دفعت ثمن هذا قربانا بفقد بصرها وهي على خشبة المسرح في مسرحية (قربان) وقد شردت ونالت من التهديد والوعيد مما اظطرها الحال الى الرحيل الى سوريا والى الامارات ولندن رغم انها لم تتمتع ببصر جيد الا انها اصرت على مواقفها الانسانية والفكرية عقيدة مؤمنة انها هو السبيل لتحرير الانسان وكسر طوق قيوده، تركت العراق بعد ان قدمت العديد من الشخصيات في الافلام السينمائية العراقية والمسلسلات التلفزيونية والاذاعية ، هذه الفنانه نموذج للممثلة التي سخرت فنها لنشر سياستها المؤمنة بها متضامنة والوقوف مع الجماهير في خدمة قضية الانسان المصيرية.
وكثيرة هي الاسماء التي جسدت افكارها اليسارية والمؤمنة بقضايا الجماهير منهم ابراهيم جلال وعادل كاظم وجعفر السعدي وجاسم العبودي ويوسف العاني ومكي البدري واديب القليجي ووجيه عبد الغني وسليمة خضير ووداد سالم، هذا الرعيل من الفنانين والذين شرد القسم منهم تحت طائلة ملاحقة الانظمة الحاكمة والذي توفي منهم من شدة الضيم والمعانات من الفقر والمرض والاخرين هاجروا الى بلدان العالم حرصا على ان ينجون من ملاحقة الانظمة وازلامهم والتخلص من تقييد حريتهم في التعبير عن ارائهم وتجسيدها في نصوص مسرحية مثل اديب القليجي وزوجته وداد سالم والفنان الكبير خليل شوقي وعائلته وبناته كل من مي خليل شوقي وروناك خليل شوقي وولده الفنان فارس خليل شوقي والفنان مكي البدري ، واخيرا هجرة الفنانه ناهدة الرماح الى الغربة والمهجر وعاشت عيشة لا تحسد عليها وهي فاقدة البصر ومعتلة الصحة.
الفن حينما يخدم السياسة
لقد خاض العراق الكثير من الحروب وحصل في ظرفه السياسي العديد من الصراعات السياسية مما استوجب تسخير الفن لاستقطاب الجماهير والتفافها حول النظام السائد انذاك والتي رفعت شعارات تساند الفن والفنانين وتعلي من شانهم، كون هذه الشريحة من الشعراء والملحنين والمطربين والكورس الغنائي اثبتوا فاعليتهم في اسناد النظام واستقطاب الجماهير حوله بحيث استطاعوا ان يشعلوا الجبهات القتالية حماسا وبهذا تدفق الشعراء بقصائدهم الحماسية والملحنين بتلحين هذه القصائد ودعم النظام لهؤلاء الرعيل من الفنانين ماديا ومعنويا بحيث رفعت شعارات تدعم معنوياتهم، وهذا لم ياتي من الفراغ بقدر ماجاء من خلفية علمية في دراسة علم النفس في البحث عن كيفية استقطاب الجماهير وتاييدها للقرارات الصادرة من النظام انذاك وخدمة هذه المرحلة العصيبة من تاريخ العراق السياسي من قبل الشعراء والفنانين وتسخير الفن لخدمة السياسة التي يبغيها النظام في كيفية استقطاب تاييد الجماهير لقراراته وتجنيد كل طاقته لخدمة المرحلة الظرفية السياسية ومن خلال الاناشيد الوطنية والاغاني الحماسية والتي كان لها دورا فاعلا في حسم المعارك لصالح العراق وخروجه من المعركة والنظام منتصرا، اما الجماهير التي جندت لخوض معارك القادسية فكانت تلتهب حماسا حينما كانت تسمع الى انشودة (ياكاعي ترابج كافور) وانشودة (احنا مشينا للحرب) (والشمس شمسي والعراق عراقي) وكثيرة هي اناشيد المعركة التي حسمت النصر لصالح النظام انذاك، جائت من خلال تسخير السياسة الظرفية ومن خلال الفن والذي كان له دورا في التاثير النفسي والعاطفي في اثارة مشاعر الجماهير واحاسيسهم الوطنية لتلتف حول القيادة انذاك بحيث ابدعت حناجر الفنانين جميعا باناشيدهم الوطنية والشعراء بقصائدهم الحماسية.
وازداد هذا الابداع ومن خلال الدعم المادي لهم من قبل القيادة انذاك اضافة الى الدعم المعنوي الذي دفعهم للمشاركة ومن خلال تاليف القصائد الغنائية الوطنية والاناشيد الحماسية، اضافة الى رفع شعارات معنوية ترفع من شان الفنانين لتاجيج حماس الجماهير المجندة في الحرب ومن خلال شعار كان ذو اهمية في تلك المرحلة وهو شعار (الفنان كالسياسي كلاهما يصنع الحياة بصيغ متقدمه) هذا الشعار هو بالحقيقة شعار لم يرفعه اي نظام الا نظام الرئيس صدام حسين حينما رفع هذا الشعار معترفا بان الفنان هو صانعا للحياة كالسياسي، فلو حاولنا مقارنة فن هذه المرحلة مع فنون المرحلة السابقة لوقفنا عند حقيقة واحدة ان هذا الفن لم يخدم الجماهير وانما خدم الحالة الظرفية لسياسة النظام ضمن مرحلة الحرب.
بالحقيقة انا حينما جاهدت في كتابة هذا المقال لم اكتبه من خلال اتجاهاتي وميولي الحزبية لانني بالاصل انا لا اامن بالانتماء الحزبي بقدر مااامن ان الدين لله والوطن للجميع والسلام يعم جميع شعوب الارض حتى يعم الخير والرخاء في ارجاء الدنيا والحياة السعيدة لجميع سكان الارض-- وسلام مني على العراق وشعبه وعلى جباله وسهوله وعلى وديانه وجباله ونهريه واهواره، متمنيا ان يعم الامن والاستقرارعلى ربوعه وتبقى راية الفن من اجل خدمة الجماهير للانسان عموما والى شعبي العراقي والرحمة على فنانينا الرواد والعمر الطويل للاحياء والذين كان شعارهم الفن من اجل خدمة الجماهير.