الذي يبحث في بعض المصادر الثقافية والادبية (الادب المسرحي العالمي) سيجد ان معظم ادبائنا من كتاب النصوص المسرحية كانوا يعيشون معاناة مجتمعاتهم ويجسدونها من خلال نصوصهم المسرحية او القصصية والروائية، هؤلاء الادباء كانوا يكتبون من خلال ضمائرهم وتطلعاتهم الفكرية ولا سيما اليساريين منهم والذين تاثروا بالافكار اليسارية والنابعة من صميم معانات شعوب اوطانهم.
ومنذ نشوء المدارس والمذاهب المسرحية منها الكلاسيكية والمعاصرة كانت هي الشكل الذي من خلاله تطرح مضمون معاناة كتاب الدراما وعلى اختلاف اجناسهم، فهؤلاء الادباء لم يفقدوا انسانيتهم ولا هويتهم الفكرية المتطلعة الى خدمة الجماهير وعن طريق طرح الافكار اليسارية التعبوية لتحريرهم من العبودية وكسر طوق القيود المفروضة على حريتهم وتعبئتهم تعبئة فكرية في مضامين نصوصهم غايتهم من ذالك الانعتاق والتحرر.
وهذا الحال كان ايضا سائدا في امريكا ومن خلال انشطة كتاب الدراما والقصة والرواية، فكان الكاتب الامريكي لا يجامل اي نظام وعلى حساب حرية الانسان وتحريره من العبودية، اضافة الى هذا نجد ان الكاتب الامريكي يستمد افكاره ومعاناته من معايشته لمراحل الحياة الاجتماعية المتدهورة وتجسيد ها من خلال النصوص المسرحية بافكار يسارية منحازة الى الطبقة العمالية والفلاحية والى الطبقات المسحوقة من افراد الشعب الامريكي.
كان نظام الطبقية سائدا في المجتمع الامريكي، والبرجوازية منتشرة وسائدة عبر مراحل نشوء المجتمع الامريكي، حيث كانت يد الاقطاع متطاولة على حقوق البائسين من الفقراء ولا سيما الطبقة الفلاحية التي كانت تعيش تحت نير الاقطاع المستغل لجهودهم ومن دون عدالة اجتماعية والتي تقضي بالمساوات، ولهذا ظهر من الكتاب والادباء والذين اخذوا على عاتقهم التصدي لهؤلاء المتطرفين اجتماعيا وطبقيا، ونشر مجلداتهم الثقافية والتعبوية موجهة الى الجماهير لتوعيتهم وتسليط الاضواء على ظلم وجور هذه الطبقات المتسلطة على اعناقهم وتعرية فضائحهم من اجل محاربتهم ونيل حقوقهم.
ارثرميلـر
هذا الكاتب العبقري والذي عاش من ( 1915-2005) حيث تاثر بهذا الواقع الماساوي، وجسد تاثيراته من خلال رواياته ونصوصه المسرحية، كان عملاق من عمالقة المسرح الامريكي، يطرح افكاره بكل جراة وشجاعة ومن دون تردد وخوف من عواقب طرحه، لقد عاش هذا الكاتب بين احضان اسرته اليهودية والتي كانت تعيش على مورد مالي بسيط يفي لمعيشتهم اي متوسطة الحال، لم يرق هذا لوالده والذي فضل ان يهاجر من بولنده – ازيدو ميلر وهذا كان اسم والده حيث كان محتضنا لولده ومهتما لنشاته الاسروية، كان ميلر يهوى رياضة كرة القدم وقراءة قصص المغامرات، هذا الطفل الذي لم يعلم انه سيكون له شان عظيم في عالم الادب والكتابة في امريكا، حيث تخرج من ثانوية ابراهام لينكن سنة 1933، وكان في مرحلة دراسته كعادة العوائل المتوسطة الحال يساعد نفسه في تدبير مصاريف دراسته لتحقيق رغبته في الدراسة الجامعية، ولهذا عمل في مختلف المصانع، حيث عمل على سياقة شاحنة تحميل، اضافة انه ومن خلال علاقاته مع من حوله في ارضفة الميناء عمل عاملا فيها، ولخشونة العمل في رصيف الميناء تركه متوجها للعمل كناذل في احد المطاعم الليلية ولامتلاكه صوتا جميلا شاءت الاقدار والظروف من حوله ودعم وتشجيع من اصحاب المطعم الليلي ان يغني في المطعم نفسه، الا ان هذه الحياة الليلية لم تروق له لسوء معاملة الزبائن ورواده مما اظطر لتركه والعمل في مستودعا لقطع الغيارات الاحتياطية للسيارات.
ومن خلال هذا الاحتكاك والانصهار الاجتماعي، ومعايشته للطبقة العمالية في ارصفة الميناء، وعمله كسائق حافلة شحن للبضائع، عاش محنة العمال وقساوة حياتهم، واستذوق طعم مرارة المذلة والتسلط على رقاب العمال من اصحاب العمل وتعسفهم لاجور العمال ومستحقاتهم الغير العادلة، لذا اختزنت مثل هذه المعانات في ذاته واصبحت تجربة مختزنة في ذاته ليستعين منها في مراحل حياته الادبية والثقافية ليجسد من خلالها التجربة الحقيقية الصادقة لمعاناة العمال والطبقة المسحوقة، ولهذا انحاز هذا الكاتب الانساني والعامل الكادح والمنتمي الى الطبقة المتوسطة الحال الى الفقراء ودافع عن حريتهم وساهم في نبذ اساليب القمع والاضطهاد حيث رفع شعارا ضمن مراحل مسيرته الادبية والتي تفضي بانه يجب على المسرح ان يكون جماهيريا.
كانت تاثيرات الادب الاغريقي فيما بعد على مسار توجهاته في الكتابة، حيث تاثر بالمسرحيات اليونانية ولا سيما التراجيديا منها، فاستمد استهلال ثقافته في معالجة المضامين باشكال لا تختلف عن المسرح الكلاسيكي، وقد تجلى هذا في مسرحيته (وفاة بائع متجول) والتي كانت نموذجا كلاسيكيا في الشكل ولا سيما في القرن العشرين بحيث اثارت انتباه المعنيين في المسرح يومئذ وتناولوها في دراسة مقارنين من خلالها مابين الشكل والمضمون.
لقد حاول هذا الكاتب ان يتناول بعض الشخوص المهمشة من المجتمع الامريكي، حيث تضمنت جميع نصوصه قدر الانسان وهموم حياته والصراع من اجل الحياة ، حيث تمخضت كتاباته عن مسرحيات منها: كلهم ابنائي، موت بائع متجول، ساحرات، المختلفون، بعد السقوط-- الخ.
هذا الكاتب كان يفضل ان يجلس على كرسيه الهزاز والذي صنعه بيديه وهو يقترب من العمر 98 وهو صاحب القرار في نقده للواقع الغير المستقر في المجتمع الامريكي، انه لم يمد يد المصالحة وعلى حساب المساومة بافكاره التقدمية، كان يرسم معالم شخوصه من خلال احاسيسه ومعاناته التي كان يعيشها وقد اعلنها في مسرحية مستر بيتر، هذه الشخصية الكبيرة السن تشعر برد فعل من المجتمع الامريكي والذي كان السبب في احباط عزيمته حيث بقي مصرا على موقفه وردود افعاله الانعكاسية ضد هذا الواقع الاجتماعي، ولهذا عاشت هذه الشخصية على صراع دائم مع الاحداث المحيطة بها ولم يثنيها هذا الصراع عن ترددها من انتقاد والسخرية لمعظم مايدور من المشاكل الاجتماعية في المجتمع الامريكي، كان يتعرض هذا الكاتب لمعظم كتابات النقاد الماجورين والذين يعملون لمصلحة الانظمة في امريكا، وكان ينتابه الامتعاظ من جراء هذا الا انه لم يكن يعير لها اهمية لمشاكسات هؤلاء المتامرين عليه من خلال محاولاتهم تناول اعماله بالنقد الفاشل غايتهم من هذا الحد من استمرار عروضه المسرحية والحد من تعامل المنتجين مع اعماله.
ولقد سئل يوما من قبل احد الصحفيين عن اقتصاد الولايات المتحدة الامريكية والذي اصبح نموذجا بالنسبة لدول العالم – فما هو رايك؟
فاجابه قائلا: بعد موت الاشتراكية بقيت الراسمالية الامريكية وكانها الوحيدة للاقتناء والافتداء، ولكن مالذي سيحدث مع نظام لم يعد يمتلك خصوما معارضين؟
حتما سيتكابر مع ارتكاب اخطاء فادحة لانه لا يجد له منافسا.
كانت مؤلفات ارثر ميلر تضاهي النصوص اليونانية والاغريقية من حيث المضمون، ولهذا اثارت انتباه الادباء والمثقفين لعبقريته في الطرح، حيث جاهد وابدع في عصرنة نصوصه من خلال تحميلها افكارا يسارية بمعالجة رائعة فيها من جادة الصور الواقعية الحياتية من واقع حياة الانسان المعاصر، ومعالجتها بطرح البدائل وبافكار يسارية من خلالها كشفت عن ميوله للشيوعية.
عاش هذا الكاتب العبقري حياته مستفيدا من تنوع تجاربه في الحياة ومستمدا كتاباته من هذه التجارب لتتمخظ انتاجاته الادبية عن مسرحيات تناولت مواضيعها حياة الانسان المعاصر ولا سيما الانسان الامريكي، حيث ظهرت الى الوجود العديد من نصوصه والتي نالت شهرة عالمية ولا سيما مسرحية (كلهم ابنائي) هذه المسرحية حصلت في عام 1947 على جائزة افضل عمل، وهكذا توالت الاعمال الادبية والقصصية للمسرح وللسينما وللاذاعة حيث نضجت افكاره وزادت تجاربه الحياتية والمهنية نضجا، والتي كانت السبب في ابداعاته الكتابية في الرواية والقصة والمسرح حيث سبق وان استحق عدة جوائز في عام 1949 من خلال منحه جائزتين عن عمله الاكثر شهرة الا وهو (موت بائع متجول).
هذا الكاتب تجلت عاطفته وحسه الانساني في هذا النص، حيث عانق الحياة من جديد واسفر عناقه عن تعاطف الجماهير معه ومع انتاجاته الادبية لما فيها من الاحاسيس والمعاناة والتي صبها في هذا النص (بائع متجول) ولذالك فان مايحمله من الميول والاتجاهات اليسارية والافكار التي تصب بالدفاع عن حرية الانسان ونبذ الانظمة الحاكمة في وقتها ادت الى محاكمته سنة 1956 لكونه حارب الفساد في كل مكان من العالم بنصوصه المسرحية، كان ميلر معادي لسياسة امريكا في الداخل والخارج، ولهذا كانت حياته حياة خاصة به لا يابه لنتائجها السلبية عليه، حيث انه تميز بثبات القرار والاصرار عليه ومن دون مرونة وليس هناك من يؤثر على تغيير قراراته الا قناعته الخاصة، لا يثنيه اي تهديد او محاربة لاعماله والتي كانت متميزة ومتفوقة على اقرانه من الكتاب والادباء باسلوب طرح افكاره الانسانية ،كان ساعيا وجاهدا لتوصيل افكاره وعن طريق جميع القنوات الاعلامية منها المسرح والنشر والاذاعة والسينما (اي في السمعية والبصرية) كان يعجبه اي عمل ادبي فيه من قيمة فكرية وانسانية ويبدي اعجابه به وبكل رحابة صدر مشجعا صاحبه ومن دون الاستياء والذي مبني على التنافس الغير الشريف، ولهذا ابدى اعجابه برواية (الاخوة كارا مازوف) ل ديستوفسكي، وقد اكدت المصادر والبحوث ان هذه الرواية هي التي دفعته للكتابة وامتهان حرفيتها.
كان يكره الظلم والنميمة والفساد الاداري ولهذا لعب هذا الكره الشرعي بالنسبة له في تكوين حياته الاجتماعية مما خلقت لديه سلوكية في حياته الغير المستقرة اجتماعيا ولا تنسجم مع معظم من اختارهم شريكات لحياته الاجتماعية ، كان يحب الاجواء النقية والصفاة النبيلة، ومعجب ايضا ببراءة الاطفال مما دفعه هذا الاعجاب للكتابة للطفل باسلوب فيه من الاثارة والتشويق حيث نشر في سنة 1963 قصة عن جين والموجهة للاطفال والتي اسفرت على النجاح مما شجعه هذا النجاح على الاستمرارية في الكتابة لادب الاطفال.
كانت تستهويه الصحافة لما فيها من تعرية الفساد والظلم والاجحاف بحق الانسان ولذالك عمل كمراسل في جريدة نيويورك هميرال عام 1964 لنقل صور عما يعانيه بعض الاحرار في معسكرات الاعتقال في شمال النمسا.
كان هذا الكاتب انسانيا الى ابعد الحدود محبا لمن يبدع في كتاباته ولذالك لم يكن يتهاون او يستهين من التعاون مع بعض الكتاب او المخرجين والذين يتوافقون مع افكاره، كان ودودا ومحبا لاصدقائه، حيث يحكى انه كان كثير المودة لاصدقائه ممن يحملون افكارا يسارية، فقد استدعاه مرة الكونغرس الامريكي لاستجوابه حول تعاونه مع اصدقائه من الشيوعيين والذين كان يرافقهم في معظم اجتماعاتهم السرية، الا انه انكر ذالك ولم يفصح عن اسمائهم، مما كان السبب في استياء الكونغرس منه وقام بتغريمه 500 دولار وحبسه لمدة شهر مع وقف التنفيذ.
هذا الكاتب المتطلع لبناء حياة سعيدة لشعبه ومجتمعه ومن خلال تسليط الاضواء على تعرية السلبيات للانظمة الحاكمة والسلطوية الفاسدة كان لموقفه هذا قطع عليه صلة التواصل في الكتابة، وجعلته مطاردا من قبل السلطات ومحاربته وسد عليه منافذ العيش عن طريق انتقادات لاعماله الغير البناءة ومن قبل صحفيين ماجورين غرضهم من هذا الانتقاد الغير البناء لقطع التواصل مابينه وبين الجماهير الذين يتوقون لمشاهدة اعماله، الا انه لم يكن يهتم لذالك لكونه كان يملك حب الجماهير وهذا هو سر سعادته وسر موقفه وحضوره في المحافل الاجتماعية والثقافية، كان يولي اهتماما لهذا الحب كونه يعلم ان المجتمع هو الاصل في البناء وارادته فوق ارادة اي نظام، ولهذا تجاوز هذه المحنة وتحقق له مااراد بعد ان انتخب رئيسا لعدة منظمات ادبية وثقافية عالمية، نال هذا العبقري بجائزة توني عام 1998 وكذالك بلقب اول زميل رفيع بارز في الاكاديمية الامريكية في برلين، وكذالك جائزة موليير، اضافة انه منح مؤسسة امير استورياس ل ميلر جائزة اسبانيا المرموقة (امير ستورياس) للادب عام 2002 وتذكر المصادر الموثوفة بانها اول امريكي ينال مثل هذه الجائزة، اضافة الى هذا كله، كونه كان محبوبا ومقربا من الحكومات ذات الميول الشيوعية ولهذا سعى جاهدا في سنة 1970 لاطلاق سراح الكتاب المنشقين عن الاتحاد السوفيتي.
لقد استمر هذا الكاتب الشامل والعبقري في انتاجاته ومنشوراته الادبية والذي لعب دورا اساسيا في تطوير الادب القصصي والمسرحي والواية السينمائية اسلوبا ومضمونا، حيث كان نموذجا للشجاعة والاقتحام لتجسيد المضامين الفكرية التي كان يؤمن بها ومن دون ان يابه لدور الانظمة الغير الشريفة في محاربته والوقوف ضد طموحاته الثقافية وهذا الذي لم يكن يفرق مابين شعب واخر في مساندة قضيته في الانعتاق والتحرير، انه كان يدعم الثورة الفكرية والانشطة الثقافية في اي بلد او مجتمع يحتاج الى الدعم المعنوي، ولاهمية اعماله القصصية والنصوص المسرحية والروائية فقد اعدت معظم اعماله الى انتاجات افلام سينمائية ومنها مسرحية السجين في عام 1970 حيث قام المخرج بول ليف باخراجه بعد ان كلف ميلر بوضع السيناريو له.
كانت تاثيرات المسرح الاغريقي واليوناني على كتابات اعمال ارثر ميلر تاثيرات اساسية في الشكل فقط، وانما لعب دورا اساسيا ومهما في تضمين اعماله الكلاسيكية مضامين فكرية معاصرة جعلت من انتاجاته ملاحم من التصوير المسرحي في تطوير اعماله المعاصرة والمستقبلية، ولربما من هنا ظهرت اضافة الى تجربته في المسرح الكلاسيكي بوادر ظهور للمسرح الرمزي في اعماله، من خلال اسقاطات بعض الشخصيات الكلاسيكية كرمز معاصر من خلال تقارب معاناتها من الظروف المعاصرة وبطرح غير مباشر واسقاطاتها على المرحلة التي كان يعيشها ميلر.
ان ظروف المطاردة والحياة الغير المستقرة شددت عليه الخناق مما اظطر ان يغير نمط حياته الاجتماعية ويبحث له عن الاستقرار الاسروي، وللمرة الثالثة وكالعادة تزوج من المصورة الصحفية النمساوية انج مور ارث وكادت اموره ان تستقر بعض الشيىء حيث اسفر هذا الاستقرار المرحلي عن ولادة ابنا يدعى دانيل، الا ان هذا الطفل ولد وهو غير طبيعي حيث كان مصابا بمرض عقلي مما استدعى الى ايداعه في احدى المؤسسات الصحية.
وكما هو معهود في مسيرة حياة معظم الفنانين انهم يتاثرون بوالديهما فلقد رزق ميلر من زوجته المولود الثاني ايضا ابنة سماها ربيكا، هذه الطفلة ترعرعت بين احضان والديها وتاثرت باجوائهما واصبحت مخرجة وكاتبة سيناريو اضافة الى انها كانت تشارك في معظم الاعمال الدارجة في السينما والمسرح.
واخيرا-- لقد رحل هذا الكاتب العبقري ارثر ميلر عن هذا العالم سنة 2005 عن عمر 89 في مزرعنه حينما كان مع عائلته واولاده وهو يتالم من عدة حالات مرضية منها التهاب في الرئة، ومعاناة في القلب، والسرطان الذي انهكه واخذ من صحته.
لقد رحل ميلر بمدينة روكسبيري، وفي يده رمز ثقافته وسلاحه الذي جابه العالم به وسطر من خلاله اروع ملاحم القصة الطويلة والقصيرة والدراما المسرحية والاذاعية والسينمائية – اضافة الى قصص الاطفال والتمثيليات الاذاعية والتي كانت تعينه على الحياة الاقتصادية الا وهو قلمه الذي حقق له نجوميته في عالم الادب والثقافة--
انه الكاتب العبقري ارثر ميلر.