مهفـة وكتـاب
بيدي كتاب،
وبيدك مهفة،
أتهجى في حفيف المهفة عطراً
لا يحتمل هذا الهواء،
تسقط من العطر فراشة،
تحط على طرف الكتاب،
لجناحيها حفيف يربك السطور
ويفزع العناوين،
أمعن النظر بالمهفة التي توقفت فجأة،
وأقلب أوراقاً بيضاً ترسم متاهة ضوئية
تأخذني للنبع،
على الأريكة التي تهالكت
بجانبها المهفة،
تحمر متاهة الضوء،
فلا المهفة تستعيد ريشها
الذي تطاير في الأرجاء،
ولا الكتاب الذي غبطته النار
لعطر احتراقه
يتدارك عنوانه،
لقد حان وقت العناق الطويل،
بين مهفة يتوهج ريشها
وكتاب يمحي.
***
لهفـة
نلعب بحبل الوقت،
كلانا يمسك طرفاً،
كلانا يخفي ندوباً من أثر الانتظار،
لم يكن الوقت طائرتنا الورقية الثملة،
ولم يكن أرجوحتنا الناعسة،
يخدعنا الحبل الممتد
فنوقد شمعة يتلعثم ضوؤها
وتنطفئ قبل هبوب الريح،
يغوينا الحبل الممتد
فننشر على كاهله
ثياباً شطفناها تواً من رائحة الحرب،
تنشغلين أنت بتطريز التفاتة طائر
مكسور الجناح، على منديل مهملٍ،
بينما أنشغل أنا بمسح السخام،
وبين الطائر والسخام يمتد حبل،
كلانا يمسك طرفاً منه،
ويخفي لهفة يحاصرها الدخان.
***
عشبـة الديناصـور
لأن الخبز أهم من الوقت
باع ساعته الأخيرة...
ولأن الحب أعذب أنهار الحياة
غرق فيه....
ولأن الهواء محسوب عليه
رسم سجناً لحبس أنفاسه....
ولأن الحروب تلاحقه منذ ولادته
تبرع أن يكون ضحيتها المجهولة....
ولأنه أحبها
أصبح شاعراً بها
ولأنه نحيل ويتلاشى ظله على الحيطان
تعود أن يفترش سنبلة
ويستظل بورقة ريحان
ولأن الأرض تدور
لم يمتلك بها شبراً
ولأن التكرار ممل
قرر أن ينهي هذه القصيدة
ولأن الموت أرخص من أي وقت مضى
سيكافح ليسترد
عشبة جده الديناصور....