لو اماطت كل امرأة اللثام عن حجم ألمها لتصدعت حجارة يتباهى بها الرجال ويسمونها حضارة!!.
(1)
حين تصمت الموسيقى بحضرة حزنك وتتنحى الريشة عن تبني اللوحات وتتحول الازرار السحرية التي تكور الارض بين يديك الى طين يتشقق ويتناثر..
حين يفر الدمع من جفاف مقلتيك ويصبح وجهك جدار قلعة يحرسها الزمهرير..
فاعلمي ان الصراخ لم يعد مجديا.. وان الثورة تطرق ابواب روحك..
وان الجسد يوشك على الانصهار..
(2)
جاء من بلاد اخرى ملونة كعوالم الاطفال
قال لها
- لندع اعضاءنا الجنسية جانبا ولنكن بشريين فقط.
ضحكت مبتهجة واقتربت منه كثيرا.
شهور عدة وهي تلتصق بجسده
تبحث عنه في اللامسافة
بينه وبينها..
صمت طويل..
بلا انتهاء!!
كانت الكلمات احيانا تخرج
من بين شفتيه مترنحة
شبه عرجاء
وعيناه كابيتين.
يوم لمس مؤخرتها ابتسم واستفاقت حوله هالة مضيئة.
قال لها
_ اقتربت كثيرا ايتها الحمقاء
لنكن اعضاء جنسية فحسب!!
(3)
لهاثه يلفحني كأنه اللهب وعلى جسدي العاري اثار ازرقاق واحمرار..
لم اصرخ..
لم اقاوم..
فانا اعلم كيف سيلتهمني بنهم
وبين صفعة واخرى
يدس قبلة مذاقها كسم زعاف في موضع لدغة.
_ ستكونين تحتي دوما!!.
حسنا تلك لازمة يرددها ولكنها تعلن عن انتهائه من الجولة الاولى.
الآتي هو الاسوأ..
_ دسي خصلات شعرك تحت حجابك.
لازمة اخرى حين تسير خلفه في الشارع وعيناها في الارض
تتعثر بين خطوة سابقة واخرى لاحقة.
_ ايتها العاهرة!!
يخرجها من بين اسنانه مرارا كلما اصطدمت عيناها بعيني رجل اخر صدفة.
(4)
الخباز يلامس ما بين فخذيها فتهرب..
كذلك يفعل بائع الخضار..
ومثله كان دأب عمها..
رجال بلا عدد يطوفون حول بقعة مثلثة ملساء في كوابيس ملتصقة بها كحبل سري في بطن رضيع.
يجسون ما ادركت انه مرئي جدا لكنه غير مشمول بالتواجد في قاموس مفردات التعامل اليومي.
انه متخف لا صوت له ولا لون ولا اسم..
محظور اكثر من كلمة شيوعي في زمن صدام..
ذلك السر الذي تحمله.. وتشعر ان له ثقل الارض ويحتل مساحة صغيرة هناك حيث لا يجب ان تلامسه حتى عند الاغتسال في الحمام.
هكذا اوصتها امها والا ستصاب بمرض شديد.
امام المرآة احصت محاسن جسدها المكتمل الانوثة ووجهها المستدير..
فتحت عدد من علب الدواء المختلفة وازدردت الوانها كلقمة يابسة دون ماء..
كان ذلك اسهل بكثير من شقاء اعوام مضت و اعوام قادمة..
بعد قليل..
لن يكون هنالك من سر
سيعلمون انها لن تكون معهم بعد اليوم.
(5)
كم احبت وجهه وعينيه الضيقتين..
كم رسمت شفتيه بانامل مرتعشة وهي تدغدغ شاربيه في صورة تأخذ كل مساحة شاشة حاسوبها..كم شذبت اطراف شعره المبعثرة..
ذلك الغبي لا يعلم انها ترسمه كل يوم..
في ركن مظلم خارج الكون اخرج لها شيئا كمقبض سكين ووضعه بين يديها.. ينبض كصدغها باضطراب..
جدران غرفتها مثقلة بمليون صورة..
مليون شظية من اطارات محطمة..
ترى من يستطيع ان يحصي الدموع؟؟؟؟؟؟؟.
(6)
استغرق الامر ثمان واربعين عاما لتعلم ان من يرحل لن يعود.
هي فقط التي مكثت دون تجاعيد..
تجعدت الجدران برطوبتها..
تجعدت ملابس الحرير القديمة..
تجعدت اوراق الرسائل..
_ كفي ايتها المجنونة
من رحل لن يعود!!
اسدلت الستائر
هذا الغروب لن يشبه ما سبق
ستجعد الاصيل
ستجعد الغيوم
ستعصف بما تبقى من نخيل عليل
اخر عناق على حرير الفراش..
تقلبا طويلا.. يعلوها وتعتليه..
تقبله بشغف ويتنحى..
تقترب منه ويدير ظهره لها..
حتى تبعثر كدمية صنعت في الصين لاطفال فقراء العراق خصيصا (*)..
ستسيل كماء من لظى الانامل المستعرة حتى اعمق بقعة في السماء كلمات امرأة تحلق حيث يغلق ابواب قلعته بوجهها مدعيا ان الملائكة منحته اجنحتها وانه لا يشتهي قبلتها.. لكنها لن تصدق انه لن يعود..
(*)معروف عن الدمى الصينية في العراق الرخيصة الثمن جدا انها غير صحية وغير مناسبة للاطفال وتتحطم فورا.