تضع كافة الشرائع السماوية لعقد الزواج قواعدا واسساً تشعر المتزوجين بأنهم يقدمون على خطوة مصيرية ومهمه مبنية على المودة والرحمة والسكينة والالفة، لا تنفكّ أواصره إلا للضرورة القصوى.
وذلك بأبغض الحلال عند الله الاوهو الطلاق فهو من أخطر الظواهر التي يمكن أن يتعرض لها أي مجتمع في العالم، لما لها من تاثير سلبيا مباشرا على الأسرة وتشتت أفرادها، وتحطيم للأواصر الاجتماعية وتدمير لعلاقات المحبة والاحترام وما يترتب على ذلك من خلل كبير في النظام الاجتماعي القائم على تماسك وانسجام الأسرة لكونها تشكل النواة الأولية في المجتمع البشري بصورة عامة. والملاحظ انه في الاونه الاخيرة ازدياد لحالات الطلاق في مجتمعنا العراقي ومالذلك من اثار سلبية كبيرة تلحق بالمجتمع وبنيانه الاسري وتهدد كيانه فتفكيك الاسرة يؤدي الى مشاكل اجتماعية كبيرة قد تؤدي الى ارتكاب الجرائم والتشرد والمخالفات بالاضافة الى ماستواجهه المراة من مصير مظلم في مواجهة المجتمع هي واطفالها فهم دائما الخاسر الاكبر حيث مجتمعنا يعتبر المراة هي المذنبة وينظر لها نظرة دونية ونظرة شك وريبة وستقيد وتراقب بكل تصرفاتها على الرغم من انها ضحية لانها ارادت ان تنجو من حياة العنف والذل والهوان وتعيش بكرامة واعتبار ..
ولعل اهم الاسباب ممكن ان نوجزها بما بمايلي:-
- الزواج المبكر:
من خلال عملنا في المحاماة ومركز الامل للارشاد الاسري والاطلاع عن كثب لاهم الاسباب يبرز في مقدمتها الزواج المبكر فهو سبب لحوالي 75%من حالات الطلاق سواء اكان ذلك بصورة مباشرة اوغير مباشرة ولما له من اثار صحية ونفسية على الزوجة وجنينها فالمتزوجين بعمر مبكرة يكونون غير مدركين وملمين بأهم واخطر مرحلة من مراحل الحياة والاستقرار.
فيكون ارتباطهم بدون رغبة لاي منهم تجاه الاخر ولديهم جهل بغالبية الأمور الزوجية وادارتها وفي الغالب يكون هذا الزواج بلا مشاعر او رغبة حقيقية للزواج والحياة المشتركة فقد لاشباع الرغبة الجنسية.
فبعد البلوغ او قبل ذلك تبدا المشاكل ويبدأ الزوج بالتمرد وتعنيف الزوجه لسبب اوبدونه ويبدأ تدخل الاهل الذين يملون مايرغبون حسب تصوراتهم وفهمهم على ابنائهم الازواج الذين يكونوا منصتين للاهل فقط وعدم قدرة اي منهم على تحمل المسؤلية والنضج وليس لديهم اي رأي او موقف لانهم بطبيعة الحال لازالوا بعمر لايعتمد به على النفس كما انهم في الغالب يكونوا تاركين الدراسة..
- الجانب الاقتصادي:
فتردي الوضع المعاشي والبطالة وازمة السكن فعدم القدرة على تهيئة منزل مناسب للزوجين بعيد عن ذويهم يمارسوا فيه حياتهم بكل حرية واستقلال كلها اسباب شجعت على الانفصال حتى ان هذا الامر دعى الكثير من الازواج الى الهجرة خارج العراق لتحسين وضعهم المعاشي وترك زوجاتهم واطفالهم يواجهون مصيرهم بنفسهم.
- غياب لغة الحوار:
فغياب لغة التحاور الودي والتشاور بين افراد الاسرة واللجوء الى حل المشاكل بالضرب والصراخ والتشنج يؤدي الى تفاقم المشاكل ويكون طريقها الى الطلاق سالكة.
- ضعف الوازع الديني:
والتحلل من المبادئ السامية والانسانية التي نصت عليها شريعتنا الاسلامية الغراء فهذا سبب مهم وراء حالات الطلاق، فالخيانة الزوجية وتعنيف الزوجة والاطفال والتاثر كثيرًا بالثقافة الغربية ولكن بشكل خاطئ، ويطبقونها على أرض الواقع العراقي تطبيقًا حرفيًا.
فضلًا عن التأثر بما تطرحه المسلسلات المدبلجة من سلوكيات خاطئة، لاعلاقه لها بمجتمعنا وتماسكه الاجتماعي وهذا ما لا يحتمله المجتمع العراقي، فلو كان الزوجان يعرفان تمام المعرفة حدود الله ومعنى وقيمة الزواج لما فكرا نهائيًا في الطلاق، ولاحتويا مشاكلهم.
- الزواج الثاني:
وبعض العادات والتقاليد العشائرية الخاطئة كعدم ايمان العشيرة بفترة الخطوبة والزواج بسرعة دون اخذ الوقت الكافي لتعرف المخطوبين على الاخر وايمانهم بتذويب شخصية الزوجة او البنت بشخص الزوج وعدم الاعتراف بكون الزوجة هي شريك في الحياة الزوجية ولها رايا وشخصية ودورها المهم في الاسرة والقيادة وتحريض وتشجيع الزوج على الزواج الثاني ان كانت ذريته من البنات او اي نزوة وكذلك تشجيع ابنائهم على البقاء معهم بنفس الدار ويرون ان استقلالية الابناء في دار مستقل عارا والزواج المبكر الاجبار على زواج ابن العم او من العشيرة حصرا .
- عدم اهتمام الدولة:
بالمتزوجين الجدد او المقبلين على الزواج وتاهيلهم لهكذا مرحلة مصيرية مهمة لبناء مجتمع متماسك صحيح.
- اصابة احدهم باي مرض
بحيث يتعذر عليه المعاشرة الزوجية والذرية كالعنه والعقم وبعض الامراض النفسية والجنون بانواعه او الهجر .
- عدم الاهتمام بالفحص الطبي:
للمقبلين على الزواج باعتباره اجراءا روتينيا غير مهم وتجري كل الفحوصات بشكل غير جدي وكذلك الادمان على المخدرات والخمر.
- الجهل والامية:
وترك الدراسة وعدم التوافق الفكري والثقافي والاجتماعي بين الازواج وعدم الاختيار المناسب والتفاوت الكبير بالاعمار بينهم.
لجوء الزوجة الى اعمال السحر والشعوذة. العداواة والبغضاء بين ذوي الزوجين والتحريض على الطلاق وفقا لذلك.
- الظروف المتردية والتهجير القسري والطائفية.
وعدم الاستقرار الامني الذي مر به العراق من ارهاب وجرائم وتهجير قصري شجع على زيادة نسب الطلاق وظاهرة اتساع الطلاق تؤشر الى وجود خلل اجتماعي يقتضي من المعنيين بمؤسسات الدولة الاجتماعية بالتدخل السريع.
- المحاكم
لم تفعل دور الباحثة أو الباحث الاجتماعي. وهو الشخص المخول قضائيا بتقديم تقرير للمحكمة عن إمكانية استمرار الزواج من عدمه فدور الباحثة الاجتماعية ضعيف جدا، ولو كان هناك دورا ايجابيا لما ارتفعت حالات الطلاق بهذا الشكل الغريب وليس لديهم اي المام او خبرة للاصلاح بين الازواج وغير مؤهلين لذلك كما اننا مع الاصلاح ولكن ليس على حساب كرامة وانسانية وادمية المراة...