طاولة وثماني كراسي
وحب يملىء كؤوس الليالي
صحون بيضاء تتلألأ
وضحكات تفوح عبقاً من الأواني
كم كنت - في وسط الضحكات -
اخاف من الكراسي
اخاف ان يأتي يوماً
أجلس وحدي بينها
انظر اليها
تنظر الي
واعود انظر الى صور الحيطان
لا شي يدوم
لا حياً ولا فرحة
لا صخباً ولا ضجيجْ
نجتمع اليوم كما كنّا
فرحاً على فرح
وضحكة تعيش ..
نجتمع اليوم يا حلوتي
كما كنّا.. جلسات طويلة
على صوت ام كلثوم وعبد الحليم
تقول صاحبة العصمة؛
"هل رأى الحب سكارى مثلنا"
ونقول آه ثم آه
ونعيد.. وتسألين عن الحلوى
فطائر القشطة والسكر
وماء الورد
وشاي الياسمين ..
ماتت ام كلثوم
وبقي الحنين
وبقايا من شعر ابراهيم ناجي..
بكائه على أطلاله
والحنين..
"يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى"..
كل شيء على حاله
الكراسي الثماني
وكحل الليالي..
كل شيء هنا
الصحون والأواني..
وتلك الأماني
حتى انا بقيت يا حبيبتي
انتظر..
أتأمل الكراسي
انتظر..
ان تعود الدنيا كما كانت
وتعود تمتلىء
بأحياءٍ لنا معهم ذكريات..
أتعود يوماً تلك الأيامِ؟