جاءني اليوم رداً مبدئياً من مكتب رئيس الوزراء على رسالتي المفتوحة التي وجهتها اليه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
جاء الرد من مديرة مكتبه السيدة ويتني برينان تخبرني فيه انها قد استلمت رسالتي وهي المسؤولة عن الرد علي وانها تعتذر عن التأخير في الرد الى يومنا هذا.
واضافت انها تتفهم ما ذكرت في رسالتي من هموم وانها سوف تخبر رئيس الوزراء عنها ليأخذها بعين الاعتبار.
رسالة السيدة برينان لطيفة وفيها كلام جميل ودعوة للاتصال بها اذا كانت لدي اي اسئلة او استفهام ما.
شكرتها في جوابي لها على كلامها الجميل الا اني طلبت منها ان يجيبني رئيس وزرائنا وان يريني ويثبت لي كيف يحترم مواطنيه وكيف يرد على مواطنيه النساء منهم والذين ينتمون الى فئة الاقليات.
في مقدمتي لرسالتي المفتوحة له، قلت اني –ولاول مرة- انتخب شخصية من حزب الاحرار عندما رشح نفسه بعد ان اصبح رئيساً لحزبه الذي لا اتوافق معه فكرياً حيث ان الكثير من سياساته لا تتصل بالانسانية بشيء وتبتعد كلياً عن الفضائل والمبادئ الاسترالية التي تنادي بالمساواة والعدل والانصاف بين الناس وإعطاء فرص حقيقية وبدون تمييز لكل الاستراليين لممارسة حقوقهم وواجباتهم كمواطنين أستراليين.
قلت له اني انتخبته لاني صدقته وتأملت به خيراً وان يكون افضل واقوى من الخضوع الى ضغط افراد حزبه وصقوره في فرض سياساتهم اللانسانية على الاستراليين وغير الاستراليين.
فسياستهم الخارجية الحقيقة جلبت لنا العار دولياً وعند الجمعيات العالمية لحقوق الانسان من معاملة سيئة للاجئين المساكين ونسائهم واولادهم وشيوخهم.
وسياستهم الداخلية مروعة من حيث تشجيعها للتقسيم والتفريق بين الناس والحض على الكراهية والعنصرية الاقتتال فيما بيننا خاصة وان تعليقات وزير الهجرة السيد داتون قد اسعرت نيران الطائفية عند الكثير ممن يكرهون التعددية –كبولين هانسون وشركائها ومناصريها - وحملتهم – كأول الغيث - على سب الجالية الاسلامية وانتقادها ومنها من دعا الى تعنيف الاسلاميين وطردهم من بلادنا ومنهم من اتهم الجالية الاسلامية شتى التهم وبأننا ارهابيين ومتخلفين ونشجع العنف على النساء والمستضعفين ولم يتركوا تهمة الا والصقوها بجاليتنا المسكينة وهذا كله ورئيس وزرائنا.. صامت.
صامت رئيس وزرائنا، يشاهد اعمال العنف وادواته من عنصرية وسب وتمييز ضد الجالية الاسلامية، ويصمت.
صامت رئيس وزرائنا ويغض البصر عن مشاغبات وزرائه وتحريضهم الواضح على التفريق ضد فئة من المواطنين الاستراليين الابرياء واتهامههم ظلماً بالارهاب وعدم القدرة على تربية اولادنا والف تهمة وتهمة جلدت اجسادنا وتفكيرنا وكبريائنا وحطت من عزيمتنا و.. اخافتنا. نعم، اخافتنا على اولادنا والاجيال القادمة من الجالية الاسلامية وما ستكون نتيجة هذه العنصرية الواضحة عليهم. فإن نشر الفتنة بين ابناء الجالية الواحدة وتشجيع التمييز ضدهم سيؤدي الى ايام صعبة سيواجهها اولادنا حيث يصبح الامر عادياً مثلاً – بل ومتوقعاً - ان تُقيد حرياتهم وتُصبغ اصياتهم بصبغة مزيفة لا تمت لهم بصلة وقد تُرفض طلباتهم للوظائف العادية وفوق العادية ويجدون تحيزاً ضدهم بسبب لباسهم او مظهرهم او حتى مواقفهم فيصعب عليهم حتى التعبير عن آرائهم بحرية والتصرف بحرية والعيش بأمان.
انه القرن الواحد والعشرون، قرن التقلبات السياسية وتغيُر الموازين الاجتماعية واستخدام ادوات جديدة في الحروب والصراعات الدولية ومنها تخويف الناس وترهيبهم من الآخر – ايا يكن وحسب السياسة الداخلية - فمثلاً الارهابيون في العالم هم – سياسياً - السُنة المتطرفون، اما بالنسبة لتركيا مثلاً فهم الاكراد المتسلطون الطامعون في ارض غيرهم.
كل يجسد الارهاب حسب موضعه وهذا لا يمنع ان الارهاب حقيقة ولكنها تبدو وكأنها حقيقة مبتدعة لاخافة الناس من خصم معين وادات بروباغاندية لقلب الرأي العام ضد هذا الخصم. في كل هذه المعمعة السياسية، يعيش المواطن المسلم العادي في متاهة لا ذنب له في صناعتها وهو الذي يتوق ان يعيش عيشة كريمة لا إذلال فيها ولا خوف منه او عليه.
في النهاية، نتمنى اني نلقى جواباً من رئيس وزرائنا يليق بمقامه كزعيم لأمة راقية، انسانية، محبة للحياة وللمساواة في العيش.