صغيراً كان جيمي
وصغيرة كانت احلامه
صغيراً كان جيمي
وكبيرة كانت همومه
سألني مرة
عن امنيته
ضحكت وقلت:
ألعبة تريد؟
ام مارد عفريت؟
تطلب منه ما تشاء
ويأتيك كل ما يستطيع؟
احنى رأسه وقال:
لا.. لا اتمنى ذلك
قلت: فماذا اذاً؟
قال لو ان احداً مرة
ينتظره عند باب المدرسة
لو ان احداً مرة
يأخذه الى بيته..
لو ان امه تعود
او ابيه يستفيق ..
عاد يوماً جيمي الصغير
ماشياً الى بيت عمه
فوجد حقيبة سفر حقيرة
وفيها ثيابه واغراض له منسية
فوقها رسالة
وامام الباب مرمية ..
فتحها جيمي وبكى
وقعد من الظهر حتى عشية
تقول الرسالة:
جيمي ليس لك مكان بيننا
انتظر – مكانك - موظفة
تأخذك الى مكان
حيث الامان والحرية
وطلبات لك تؤخذ بجدية ..
وصلت اليه..
وسألته عما يشعر به
قال جيمي الصغير:
انا مسرور..
لذهابي من هذا البيت المشؤوم
سألته:
لما اذاً الدموع؟
قال (بقهر):
انا مستاء ..
انا مقهور!
مستاء من نفسي
فذنبي غير مغفور
لا احد يقبلني
ولا احد يحبني
ولا لي بيت
واقربائي عليّ يصرخون..
يضربونني
يهينونني
وامي يسبّون ..
ماذا فعلت انا
ولماذا لا يدركون؟
ولماذا هم بي .. مستهترون؟
جيمي الصغير ادهشني
قلب لي موازيني
وسألت نفسي
ماذا سيحل به
وماذا سيكون؟
ماذا افعل الان؟
تفكيري مأخوذ
بين ضعاف النفوس
وحنكة الصغير المقهور..
وضجيجاً في كياني
احدثه سكون العيون ..
سألته،
الا تأتي؟
قال، الى أين؟
قلت، الى مكتبي
وماذا افعل هناك؟
ننتظر معاً
قال، انتظر من؟
قلت، عائلة تأويك..
قال، ومن يكونون؟
هل لديهم اولاد؟
ام كلب صغير؟
وهل يا ترى بي يقبلون؟
بدا جيمي كبيراً
وهو لم يتجاوز العشر سنين
وبدا العالم كله كئيب
فلا بحزنه اهله يأبهون
وبحالته لا يرحمون ..
وانا، ماذا اقول؟