بدءاً اريد ان أَتساءل:
ماهي الاسس التي على ضوئها يقوم واضعو المناهج الدراسية في اختيار النماذج الشعرية في كتب القراءة والمطالعة والنصوص سواءً كان ذلك في المراحل الابتدائية او المتوسطة او الاعدادية؟
ان الذي دعاني الى طرح سؤالي هذا؛ هو قراءتي لمعظم القصائد الموجودة في كتب القراءة والمطالعة لمختلف المراحل الدراسية لدينا وذلك أثناء قيامي بتدريس وتحفيظ ابناء اخوتي واخواتي لما هو متوفر من قصائد في هذه الكتب والمناهج..
ولا اخفي انني وبكل وضوح وصراحة قد اصبتُ بالاستغراب والدهشة مما قرأته من قصائد؛ ويمكنني القول وبلا أي تردد إن مانسبته اكثر من سبعين بالمائة منها لاعلاقة له بما يميل اليه او يتذوقه او يتلقاه اطفالنا وابناؤنا وبناتنا؛
وذلك اولاً: لصعوبتها (القصائد) على وعيهم ومداركهم وذلك لأن البعض منها كتبت في عصور وازمنة ماضية تختلف في مضامينها وخطاباتها عن زمنهم المعاصر تماماً؛
وثانياً تقعّر بنائها اللغوي وصعوبته وجفافه؛
وثالثاً كلاسيكية وتقليدية شكلها الشعري.
ويمكنني الاشارة الى ان هذه القصائد تنطوي على اشكاليات متعددة الابعاد في عملية اختيارها وقضية تدريسها في مناهجنا الدراسية؛ حيث ان هذه القصائد هي اما من العصر الجاهلي او من صدر الاسلام او من العصر الاموي؛
وبعضها من الفترة المظلمة في تاريخ العراق والتي كانت ذات مواضيع ساذجة وليست جوهرية على الاطلاق.
ولا ادري هل ان المقصود من إختيارها هو تحبيب الأطفال والفتيان بالشعر، أم تعقيدهم منه ؟
وهل ان ما يتم تدريسه في مناهجنا ينمي الذوق الأدبي ام يدمره؟
اسئلة محيرة أتوجه بها لواضعي مناهج اللغة العربية في وزارة التربية؛ عسى أن يقوموا بتدارس ومراجعة مااختاروه من شعر؛
ونتمنى منهم ان يختاروا لاطفالنا شعراً يسهم بعمقه وروعته وجماله في بناء وتطّير وعيهم وذائقتهم لأن الشعر - كما هو معروف - عنصر مهم وله اثره الادبي والجمالي في إضاءة وارتقاء ارواح وعقول وذائقات الاجيال.
*شاعر وكاتب عراقي مقيم في مصر