كتب الشاعر سلام دوّاي كلاماً عنونه (إيضاح) قال فيه: (ليس للهايكو رواد باللغة العربية، لانه ببساطة شديدة، لا أحد كتب الهايكو بالعربية عن دراية به وإحاطة بمعنى تأملاته التي هي تأملات عميقة في الطبيعة بمعناها الروحي.
لايمكن كتابة الهايكو بالنية، ولايمكن فهمه دون الخوض في تجربة المشاركة مع الطبيعة والتوحد فيها. ليس كل بضعة كلمات تعني قصيدة هايكو، فهي قد لاتعني حتى ومضة، وربما حتى جملة شعرية، بالنسبة للمتباهين باطلاعهم على الهايكو مترجما الى اللغة العربية أحب ان أقول ان هذه الترجمات بائسة جدا وغير هذا فهي اقل من نسبة ١٪ من مما هو موجود في اللغة الانكليزية، بل حتى مانقل بالعربية عن شكل الهايكو الشعري كله مغالطات لاتمس حقيقة الهايكو الا بشكل سطحي كلائشي.
البعض للأسف يكتب بدايات لقصائد طويلة، وحين يفشل في تنميتها ينسبها الى الهايكو.
(انا أسف فعلا لكل (رواد الهايكو العرب) فهذه هي الحقيقة وعليكم ابتلاعها بتفاصيل اقل خير من بلعها بتفاصيل موسعة).
ومن اجل قول الحقيقة فقد قررت انا - بوصفي واحداً من اثنين هما رائدا قصيدة الهايكو في الشعرية العربية – أقول: قررت الرد على ماوصفه سلام بالايضاح .. بالمداخلة التالية:
عزيزي سلام: بعيدا عن الادعاءات العريضة والتنطع والتعالي..
اقول لك بمحبتي التي تعرفها جيدا..
لا انت ولا غيرك في الوسط الثقافي العراقي قد كنتم تعرفون الهايكو كجنس ونوع ونمط وفضاء شعري عندما سخرت له انا اهتماما وعناية وزمنا لدراسته بنصوصه اليابانية والامريكية والبريطانية والى اخره وذلك بحكم معرفتي المبكرة للانجليزية.
وكذلك الدراسات والمقالات الكثيرة التي كتبت وترجمت عنه.. وقد كان هذا في سنوات الثمانينيات.. وكنت انت عندها في بدايات اهتمامك وكتابتك للشعر..
اما عن كلامك ان كل كل ماكتب او ترجم للعربية من الهايكو كنصوص ومقالات فكلها لاتمس حقيقة الهايكو الا بشكل سطحي كلائشي..
فهذا الكلام فيه تجديف ومصادرة لجهود مبدعين عراقيين وانا اولهم وكذلك شعراء عرب جاءؤا من بعدنا انا والشاعر والمترجم الفلسطيني الاستاذ محمد الاسعد..
وقد اصبح لهم منجزهم المهم والجدير بالقراءة والدرس النقدي والاحتفاء.
ناهيك عن اجادتهم الحقيقية لاكثر من لغة اجنبية. وليسوا مبتدئين في اللغة الانحليزية مثل حضرتك كما تعلن وتعترف دائما.. اليس كذلك؟
ويمكنني ان اذكر بمحبة وفخر الاستاذ محمد الاسعد الذي اراهن انك لم تقرأ لاكتابه المترجم المهم الذي تضمن دراسة طويلة عن كل مايعني الهايكو من الجذور الى راهنه انذاك..
وانا واثق ايضا انك لم تقرأ لانصوص الاسعد ولا اسعد الجبوري الشاعر والروائي الكبير ومرشح نوبل عن الدنمارك. ولا عذاب الركابي ولا زهير الجبوري ولا د. بشرى البستاني ولا الشاعر الليبي جمعه الهاحري ولا مواكنم العراقي والاسترالي احمد هاشم ولا جمعة.. ولا دلال جويد ولا عبد الستار البدراني ولا يسرا الخطيب ولا ابو سمرة السوري ولا هالة الشعار ولا حسن ابو دية ولا فريد الراعي ولا جبرين المناصرة ولا صلاح الدين آية عبد الله ولا رانا رياض غنيم.. وغيرهم كثيرون كانوا قد سبقوك بمعرفة هذا الفضاء الشعري. واصدروا فيه مجاميع قبل سنوات ليست بالقليلة. وليست تراجم او كراس واحد..
وارجو ان لاتتس يا صديقي..
انك سبق وان استعرت مني بياني الهايكوي ونصوصي وبعض ارائي في الهايكو..
وبعدها بشهر اصدرت كراسك الالكتروني (هايكو دفتر)..
ولاتنس ايضا انني امتلك جميع الوثائق والنصوص المنشورة لي ولاصدقائنا وزملائنا حول ريادتنا في منجزنا النصي ودراستنا ومعرفتنا بهذا العلم والفضاء الشعري.. قبل اهتمامك المتأخر فيه بكثير .
لااريد ان اخوض مساجلة معك.. لانني اعرف مشروعي جيدا كما يعرفه الكثيرون من اصدقائنا الشعراء والمثقفين ومسؤولو الصفحات الثقافية ومواقع النت الثقافية والاجتماعية التي كنت ومازلت انشر فيها نصوص مشروعي الهايكوي منذ سنوات طويلة..
وسأكتفي بردي هذا..
والاختلاف في الاراء والرؤى والاحلام والاوهام لايفسد للود قضية بيننا بإعتبارنا شعراء وحالمين وباحثين عن الحقيقة..
وأعني حقيقة الشعر وجوهره ومعناه واشراقاته التي هي ابعد من الهايكو.. واقرب الى المطلق.