قبل ايام أرسل الاديب المصري محمد سلماوي الامين العام لاتحاد الكتّاب العرب خطابًا إلى وزير الداخلية المصرية؛ حثّهُ فيه على إصدار تعليمات للمسؤولين بالوزارة لتسهيل عملية دخول الادباء والكتاب والمثقفين العرب إلى مصر، وخاصةً العراقيين منهم والذين أنهوا الإجراءات الرسمية وحصلوا على تأشيرات دخول من السفارة المصرية في بغداد. وكان بعض الادباء والكتاب العراقيين والعرب قد اشتكوا لسلماوي، بوصفه أمينًا عامًّا للاتحاد، من شدّة وقسوة تعامل سلطات مطار القاهرة معهم، ومنعهم من الدخول، رغم حصولهم على التأشيرات، وكان الاستاذ سلماوي قد تلقى - مؤخرًا- خطاباً من الاستاذ فاضل ثامر رئيس اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، يشكو فيه من احتجاز سلطات مطار القاهرة القاص والروائي والشاعر العراقي "علي لفتة سعيد" ومنعه من الدخول الى مصر لاستلام جائزة عن إحدى رواياته من مؤسسة القلم الحر بمصر رغم حصوله على تأشيرة الدخول من السفارة المصرية في العراق، وذلك بحجة أنه لم يحصل على الموافقات الأمنية.
وانا أرى ان هذا المسعى النبيل الذي بادر به الاستاذ محمد سلماوي لتسهيل عملية دخول الادباء والكتاب العراقيين والعرب الى مصر للمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والندوات الثقافية؛
أرى أنَّ هذا المسعى هو خطوة مهمة وجوهرية في التواصل الثقافي بين الادباء والمثقفين العرب وإدباء مصر ومثقفيها.. وكذلك فهو محاولة لفتح نوافذ وأبواب للعمل والتعاون المشترك بين الادباء والمثقفين في اقامة مشاريع ثقافية وابداعية مهمة في مصر؛ ومنها على سبيل المثال لاالحصر؛
قيام الادباء والكتاب العرب بطباعة اعمالهم الابداعية في دور النشر المصرية؛ وهذا برأيي فعل ثقافي مهم جداً سيسم في انعاش الاقتصاد المصري والوسط الثقافي ايضاً.
ناهيك عن ابعاد كثيرة اخرى؛ ومنها توثيق عرى الاخوّة بين شعب مصر والشعوب العربية الاخرى التي تتمتع بروح مُحبة لمصر ام الدنيا - كما عُرف عنها – من اقدم الازمنة..
ويمكنني ان أذكر: انني كنت قد عايشت الموقف الصعب الذي تعرّض له الصديق الأديب (علي لفته سعيد) عندما تمَّ منعه من دخول الاراضي المصرية؛ مما تسبب له بحالة من الانكسار والكثير من المتاعب النفسية والجسدية؛
ناهيك عن الخسائر المادية التي تكبّدها بسبب تلك الازمة.. ولا يسعني هنا سوى ان اشكر الصديق الاستاذ سلماوي المبدع الجميل الذي عرفناه انساناً ومثقفاً له مواقفه النبيلة في خدمة الثقافة العربية.