قبل ايام قليلة؛ وكان الوقت صباحاً؛ تناهى الى سمعي صوت طفولي وقد تحشّرج بكلمات فاجعة: " زيديني عشقاً زيديني.. ياأحلى موجات جنوني" ولم ينته امر ذلك الصوت الطفولي مع "نوبات الجنون" التي كان يتلذذ - رغم صغر عمر صاحبه - بحلاوة ألمها المر؛ بل انتقل ليعكّر صباحه وصباحي انا الاخر بفجيعة اخرى: "لسّه ناوي ع الرحيل..
تفتكر ماالهوش بديل " وفي تلك اللحظات قلت محاولاً إقناع نفسي: " عادي " ولكن وبعد ساعة من ذلك الصباح ذاته؛ وفي مكان آخر؛ اجتاح اذني صوت آخر لطفلة لم يتجاوز عمرها الثامنة بعد؛ وقد راحت تسوّد بياض ذلك الصباح بدندنة لعوب لاتتناسب مع عمرها الغض " سامتحتك كتير.. بقلبي الكبير ".
ووجدت نفسي تهدر من الاعماق: اوووف ياإلهي.. ياساتر استر ".
انني هنا وفي صباح هذا اليوم الذي اتمنى ان لايشبه صباحي "الفجائعي - اللعوب "هذاك؛ لااريد ان ألقي اللوم على المطربين والمطربات؛ ولا على كتّاب الاغاني "الـ... "لأنني اعرف اذا عاتبتهم فإنهم سيردّون عليَّ ويقولون " اننا نغني للكبار.. مالنا مال الصغار ". ولهذا فانني اريد ان اناشد الجميع:
الاباء والامهات والاخوة والاخوات الكبا والكبيرات؛ وادارات المدارس معلمين ومعلمات والمؤسسات التربوية المعنية بثقافة وتربية وحقوق الطفل العراقي والعربي ايضاً؛ وكذلك اقسام برامج الاطفال في الاذاعات والتلفزيونات والفضائيات العربية؛ اناشدهم حول ضرورة الانتباه الى هذه الظاهرة الخطيرة التي اذا لم نحاول معالجتها واقتصاصيها من الجذور؛ فاننا سنكون مقصرين بحق اطفالنا وسنساهم في مصادرة براءتهم:
وسوف نسهم في نشوء جيل عربي مُعذّب وحزين.. أليسَ كذلك؟
أغنيـات مقترحـة للاطفـال
1- فراشات
فراشاتْ.. فراشاتْ
نحنُ كما الفراشاتْ
نطيرُ فوق الازهارْ
على غضونِ الاشجارْ
قلوبُنا أجنحهْ
ألوانُنا مُفرحهْ
وتزهو كالحياةْ
***
فراشاتْ.. فراشاتْ
نطيرُ بالرفرفاتْ
نطيرُ فوق الحقولْ
نطيرُ في البساتينْ
تُحبُّنا السماءُ والفصولْ
لأننا حلوينْ
كأننا اغنياتْ
***
فراشاتْ.. فراشاتْ
نحنُ كما الحماماتْ
نطيرُ في الربيعْ
وصيفُنا بديعْ
وفي الشتاءِ نحتمي
في الزهرِ والشجيراتْ
***
فراشاتْ.. فراشاتْ
إرقصوا ..
غنوا معنا
- ماأروعَ الطفولة
مااجملَ الحياةْ
2- عصافير
عصافيرْ .. عصافيرْ
نحنُ كما العصافيرْ
نذهبُ للمدارسْ
فارسةٌ وفارسْ
نسعى الى التفوّقْ
وللنجاحِ الكبيرْ
***
عصافيرْ ... عصافيرْ
نلعبُ في الحدائقْ
ونزرعُ الزنابقْ
نحلمُ أن نطيرْ
***
عصافيرْ .. عصافيرْ
قلوبُنا مُنيرهْ
أحلامُنا كبيرهْ
نطمحُ بالكثيرْ