على طريقته الخاصة؛ وفي مبادرة روحية وإبداعية منه ؛ قام الكاتب المغربي مصطفى الحمداوي بتوجيه تحية الى غابرييل غارسيا ماركيز .
حيثُ انه وبمناسبة الذكرى الاولى لرحيل ماركيز؛ الذي غادر عالمنا الدنيوي في مثل هذه الأيام من عام 2014 ؛ حيث كانت الصحف العالمية قد تناقلت خبر رحيل "أب الراوية اللاتين- أميركية" عن سبعة وثمانين عاماً.
وكذلك قام الحمداوي الباحث والناقد والروائي، وقبل فترة قصيرة بإصدار كتابه الموسوم (غابرييل غارسيا ماركيز في دائرة الواقعية السحرية) وذلك عن "دار الأدهم" في القاهرة وعن حيثيات كتابه هذا.. قال الحمداوي: لقد (أصدرتُه في هذا التّوقيت ليتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل ماركيز.
وهو ليس بحثاً أكاديمياً متخصصاً، وإنّما قراءة في بعض أعمال ماركيز ومحاولة لإبراز ملامح مدرسة الواقعية السحرية في
وهذه المدرسة التي طوّرها ماركيز ليتجاوز في كتاباته ونتاجاته فيها، ما أنتجه رواد هذه المدرسة. فقد أصرّ هو نفسه على تسمية هذه المدرسة بـ "مدرسة الواقعية المأساوية"، وهو باستخدام هذا المصطلح الجديد عن نمط السرد لديه؛ إنما يتحدث ضمنياً عن التغير الذي أدخله هو نفسه على هذا النوع من الكتابة. وكتاب الحمداوي، المقيم في هولندا، يتألف من اثني عشرة فصلاً ومقدمة تُسافر بنا فصوله المختلفة في رحلة بين.
سيرة حياة ماركيز المثيرة وقراءة في بعض من أشهر مقالاته وحواراته ورواياته المعروفة مثل "قصة موت معلن" "و"خريف البطريرك .
ويذهب الحمدواي في هذه المقالات إلى ملاحقة حدود الغرابة لدى صاحب "ليس لدى الجنرال من يكاتبه"، وعن هذه التجربة يقول الحمداوي: "الكتاب رحلة قصيرة لكنها عميقة تستمدّ عمقها مما نلتقطه من دلالات في مدرسة الواقعية السحرية التي تزخر بها إبداعات ماركيز"
وقد ركّز الحمداوي على إبراز بعض ملامح مدرسة الواقعية السحرية من خلال باقة مختارة ومتنوّعة من أعمال ماركيز، موضّحاً كيف أنّ هذا الأخير يظلّ أحد أبرز روّاد هذا التيّار الأدبي.
ويبدو ذلك جلياّ في روايته "مئة عام من العزلة" التي أصدرها سنة 1967، وقد تمَّ بيعَ أكثر من 30 مليون نسخة منها في مختلف أنحاء المعمورة ، حيث ان ماركيز كان قد مزج بين الأحداث الخارقة وتفاصيل الحياة اليومية والحقائق ذات الطابع السياسي في أميركا اللاتينية التي تكتنز بعوالم السحر والغرابة.
وكان ماركيز قد وصف أسلوبه بأنه يجمع "بين الأسطورة والسّحر وغيرها من الظواهر الخارقة للعادة".
وهذا الجانب أيضاً هو ما أشارت إليه الأكاديمية الملكية السويدية، عند منحه جائزة نوبل للآداب، وأكدته حين قالت إنّ ماركيز "يقودنا في رواياته وقصصه القصيرة إلى ذلك المكان الغريب الذي يلتقي فيه كل ماهو اسطوري مع ماهو واقعي) ويمكننا ان نشير هنا الى ان معجزة ماركيز الروائية كانت تكمن بتخليق خطابه السردي الذي تجلّى بواقعيته السحرية التي اصبحت الآن هي جوهر العمل الروائي في العالم .