الكتابةُ: وطنٌ آخرٌ
يأوينا في تشرّدِنا الفادحِ
وفي غربتِنا الـسوداء
وفي حياتِنا الجاحدة
والكتابة : طقسٌ روحيٌّ باذخ
نتجلّى فيهِ ونتعالى
نحوَ فضاءاتِ المطلقِ القزحي
والكتابةُ : ولادةٌ سرّيةٌ
ننزفُ فيها أجنّتنا الضوئيين
والحلميينَ والقدريينَ والملائكة
والكتابةُ : أُنثى عاريةٌ ومجنونة
لانعرفُ متى تفاجئُنا
بتوهّجِ رغبتِها الحمراء
وشهوتها النارية
التي تتصاعدُ عالياً ... عالياً
في سريرِ الحبِّ الأخضر
والكتابةُ: رحلةٌ غامضةٌ وساحرةٌ وخرافية
تمضي بنا ... ونمضي بها
في: غاباتِ وبراري الغامض والمجهول
وليالي الوجعِ القاسي والكوابيسِ المتوحّشة
والاحلامِ التي تتلألأ كأقواسِ فرح
ومحطاتِ المنافي الكئيبة
وساحاتِ وملاجئ الحروب الفنطازية
وكرنفالاتِ الاعراسِ الباذخة
وفي الرحيلِ والزنازينِ الباردة
والسجونِ الخانقة ونشيج الامهاتْ
وفي الاغاني والهديلِ والزقزقة
وضحكاتِ الحبيباتِ في لحظاتِ فرحِهُنَّ الكوني .
والكتابةُ : حبُّنا الجميل
وهاجسُنا المستحيلُ وقلقُنا الراعف
ونزيفُنا الخائف ونحيبُنا
وخوفُنا ونزقُنا الطاغي
والكتابةُ مغامرةُ حياة
وهي حياةٌ في الحياة
وأرى : انها جديرة بأن تعاشَ
بكلِّ ماتحملهُ من هواجس ومخاطر
وعناءات وزهد وتجلٍ
وصعلكةْ وفقرٍ وعزلةٍ
وإشراقاتِ روحٍ كونية
والكتابةُ تستحقُ منّا
نحنُ الحالمينَ والمغامرينَ
والعشاقُ والمجانين
أن نمنحَها حياةً كاملة
وبلا أيَّة غائيةٍ او نفعيةٍ
أو حيلةٍ ...أو طمعٍ
أو مُكرٍ ثعلبيٍّ
وذئبيٍّ أحمق وأعمى
الكتابةُ: حلمُنا الأبدي
وخلاصُنا الأكيد .