كلُّ نهرٍ
نبعٌ من طينٍ وعسل
وكلُّ نهدٍ إلهٌ هَيْمان
حينَ تجنُّ الرغبةُ فيهِ
ويتعالى الشبقُ الكوكبي
في فضائه النبيذي
تصيرُ الانثى تفاحتَهُ الشهوّية
وآيتَهُ العشقيةَ التي يُرتّلها
في نشيدِ إنشاده السحري
وفي مزاميرهِ التي تعبقُ شبقاً
وترانيمَ لذّةٍ وصهيلْ
ويُصبحُ ليلُ الرغباتِ الباذخةِ
مجنوناً حدَّ الشهقةِ وطويييلْ
وخارجاً عن المتنِ والهامشِ
وفضاء النصِّ
وشهوةِ القصيدةِ – الأُنثى
التي تتجلّى وتتعالى
حينَ ابنُ اللهِ وطفلُهُ
يداعبُ حلمتها النارية
بأصابعهِ الحافيةِ كقمرٍ متشرد
ويمتصُّ ويبوسُ ويلعقُ
ويرضعُ نبعَ رغائبها
لحظتها ...
ينكسرُ الوزنُ
ويختبلُ الايقاعُ
وتميدُ الارضُ
ويشتعلُ العالمُ
فتكونُ هي الأنثى
وأعني: الأرضَ
في حقيقتها وجوهرها
الفاتنِ والغامضِ
والخالصِ والأبدي
وتكونُ البلادَ – الملاذّ
والقصيدةَ – الأُنثى
حيثُ لاعروض
لاوزن
ولا لغةٌ
ولا قافيةْ
وكلُّ شئ
-ربَّما سيفنى-
إلّا الانوثةُ
فهيَ ستبقى خالدةً
والأُنثى ستظلُّ
هيَ العاشقةُ الابدية.
-------------