1 (الرأس البشع)
إبنتي لميس (5 سنوات) سألتني بالإنكليزيّة وأنا أنظر إلى صورة دونالد ترامب "إيّاه": "من هذا الرجل"؟. قلت: "دونالد ترامب"!. لم تسألني من يكون "دونالد ترامب"؟ بل فقط "كرّت" بالإسئلة: "لماذا عيناه مخيفتان؟. لماذا فمه لا يبتسم؟.
لماذا ذقنه بشع؟. لماذا شعره "مكنفش" ورأسه وسخ"؟.
وخطر لي أن أسجّل أسئلتها، وأن أسألها عن الإسم الذي تعطيه للصورة؟ فأجابت: "ذِي أغْلِي هِيد" أو "الرأس االبشع".
2 (ليلى الخطيب توما:)
التمييز الذي أقامه مالكوم أكس بين "زنوج المنزل" و"زنوج الحقل".. وصفَ الأوائل بأنّهم "الزنوج المدجَّنون".. وضعهم السيّد الأبيض في منزله، فكانوا يأكلون ما يأكل، ويلبسون ما يلبس، ويتحدّثون مثله بعبارات ولغة "حضاريّة".. وكانوا "يحبّون سيّدهم أكثر مما هو يحبّ نفسه، فإذا مرض السيّد سألوا: "ما بنا؟ هل نعاني من المرض"؟.
وكانوا مستعدّين لتقديم حياتهم دفاعاً عن بيت سيّدهم.. في حال نشوب حريق مثلاً، ومهمّة هؤلاء هي مواجهة "زنوج الحقل" ــ وهم الأسوأ حالاً ـ واحتواؤهم في حال تمرّدوا على السيّد الابيض.
3 (خريطة الطريق!)
احتجاجاً على طيالسِهم.. يلتحفُ خِرقةً.. ويَحْجُم إلى عزلةٍ.. فيشعرُ أصحابُ الطيالسِ بالحَرَجِ.. خصوصاً أمام المواطنين، وسرعان ما يتداركون لئلاّ يفوتهم كلُّ شيء.. يجعلون مِنْ ذواتِهم خيِّرين.. فيرسلون مساعدات إلى ذي الخِرقة والعزلة.. متعلّلين إنّه بلغَ أعلى مراتب الإنسانيّة.. وإنّهم بدأوا يؤمنون به، ويسيرون على هديه.. في رفعِ الحيف. وأوّلُ الغيث قطرة. وعساه.. بما إنّه مؤتمَن..
أن يعمل على إيصال هذه القطرة إلى من يستحقّ.. ولأنّه سلبي.. يستجيب.. وتسمو العلاقة إلى مستوى الشراكة..
هو له الأرواح يهذّبها بتأثير الخِرقة التي عليه.. وبعزلتِه، ولهم الأبدان يهذِّبونَها بتأثير قطراتِهم.
وينقلبُ المرفوض إلى عينِ المقبول.. وتصيرُ له خريطة طريق، ويغدو أيّ خروج على خريطة الطريق هذه.. ذاته عين التمرّد المنبوذ.. وعين المسّ.. والتطاول على الذات المتعالية!.
4 (سيف دعنا:)
"الغوغاء" كنقيض للعامّة أو "جمهور العوام" الذين يجري الصراع عليهم وعلى وعيهم بيننا وبين أصحاب العقيدة المضادّة:
"ومن الأوهام التي تتكرّر في أوساط المؤرّخين المعاصرين أن العامّة اضطهدت المفكّرين، وهو وهم ناتج عن الخلط بين العامّة والغوغاء الدينيّة.
إن أهل الإسكندرية وأهل القاهرة لم يخرجوا في مظاهرات حاشدة للتنديد بابن سبعين حين قدم إليها منفياًّ من المغرب، وإنما منعه من الإقامة في مصر رجال الدين الذين كان بمقدورهم تحريك أتباعهم المقرَّبين لإزعاج القطب الصوفي وعدم تمكينه من الاستقرار. وعوام بغداد ليسوا هم الذين رموا الحلاّج بالحجارة وهو مصلوب، وإنما الغوغاء التي كانت توجّهها الحنابلة".
5 (خاطرة)
ليس بالضرورة أن يكون الأستاذ الجامعي من العاملين بالعقل، بل قد يكون ذاته الأكثر هجراً للعقل، والأكثر تزمّتاً.. وكيداً.
6 (مرتضى مطهري:)
"استشهد الإمام الحسين ثلاث مرات. الأولى على أيدي اليزيديين، والثانية على أيدي الذين شوّهوا سمعته وأساؤا لمقامه، والثالثة عندما استشهدت أهدافه على أيدي البعض من أهل المنبر الحسيني، وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم.
ظُلم بما نُسب له من أساطير وخرافات وروايات قاصرة دون أن تصبح تاريخاً يألفه أو يقبله العقلاء، وظُلم لأن تلك عتّمت على أهداف ثورته ومقاصدها، وظُلم ممّن اعتلوا منبره ونسبوا له ولأهل بيته حوارات ومواقف وهمية ملـؤها الانكسار لاستدرار الدمع.
صوروه، وهو المحارب الجسور الذي افتدى مبادئه بدمه وروحه، يلتمسُ الماء بكلّ الذُلّ والمهانة من أعدائه، وصوّروا زينب، الطود الشامخ، التي دخلت على الطاغية يزيد فزلزلته بخطبتها، أنها امرأة جزعة، بكـّاءه، تثبّط هِمة أخيها في الحرب".
7 (قالوا)
ـ "السيادة.. هي بقدر السيادة الإقتصاديّة".
ـ "فكرُ الأمّة.. أم فكرُ الطبقة السائدة"؟.
ـ "إنجازات مرئيّة، وليس شعارات، هو التطوّر".
ـ "الدولة.. هي الإستقرار مُعبَّراً عنه بالمؤسّسات، وكذلك الثقافة.. هي في نقد المتحقّق تحقيقاً لما يفوقه".
ـ "المساواة بين أفراد الوطن تكون بمبدأ المواطنة.. لا بالطائفيّة أو المذهبيّة أو العنصريّة".
8 (خواطر)
ـ الماضي يتقدّم بمقدار ما يتراجع الحاضر.
ـ ما يحصل مرّة يحصل مرّة ثانية.
ـ الكراهية: هي عدم القدرة على إلغاء الآخر.
ـ الوقوف على قدمين يحتاج إلى رأس.
ـ الناس لا يكرهون بعضهم.. بل الناس يحتاجون بعضهم.
ـ خابَ من لا يتعاطى مع فصولٍ في حياته.. كأنّها فصول من حكايته.
ـ كلّما سمع من الإنسان جديداً، وما أكثر جديد الإنسان، يسارع للقول: "علّمَ الإنسان ما لم يعلم" حتى أخيراً قال له صديقه: "دعك يا هذا من توريطه بما تشاء وبمناسبة وبغير مناسبة، قلْ هل من علّم الإنسان كيفيّة صناعة القنبلة الذريّة لتُلقى على رؤوس المدنيين في هيروشيما وناكازاكي هو الرحمن الرحيم"؟.
ـ من منجزات العلم أن المظاهر الطبيعيّة مثل الكسوف والخسوف صارت مظاهر فرجة وصيحات وشهقات إعجاب ولم تعد مظاهر قلق، خوف، هلع وصلاة في دور العبادة وطرطقة على التنك.
ـ لم نعد نبحث عن المستقبل.. نحن نعيش في المستقبل.. لقد عثرنا عليه.
ـ ليس الإنسان هو الذي يموت بل أحلامُه.
9 (كمال الصليبي:)
"قد يهاجر الإنسان من بلد إلى آخر، وقد يغيّر انتماءه الوطني، من الناحية القانونيّة، لكنّه لن يستطيع أن يغيّر أصله".
10 (الحظّ)
كثيرون يخلطون بين الصدفة والحظّ، ومثالاً.. يقولون: "الصدفة والحظّ.. واحد".
الصدفة هي لقاء مسارات مستقلّة.
الحظّ منه ترياق، والحظّ ورطة مظلمة.