لست أدري.. كل يوم تختبئ خلف التلبد،
وبين الفناء والهزل تتأسر الأكف في سلاسل الجراحات، تبزغ بين حلقاتها لمعة اشراق كأنها الأمل.
لا أشك أنك وحدك تهاتف الربيع، تضحك من عجائب القدر، تصارع المستحيل نحو نافذة الشهيق.
أعلم أنك توأم البقاء وامتداد الأزل.
تسير متكأ على جهالة الضمير، زادك الصبر وبلل شفاهك سراب الحيرة .
أيها الأسير بين الحب والمأساة، قد جاءك البعض بقبس من خلاص وارتعدت ساعات البائسين.
دعني أهيئ مفاتيح الخلاص وأطلق سراح حريتك الغائبة منذ عقد عقيم.
تعال معي، أريك خيوطا من الشمس التائهة، وأمواجا استقرت بعد تلاطمها، تحت قباب التسلط ينتظرك المعتصمون، وصحوة الضمير تتطايرها حلكة الهمس وغياب الضوء.
قاب قوسين، ستخرج الطيور للفضاء تراقص النسائم، وتنسج السماء بيتنا الجديد.
سيهرب الطغاة، وتقفل الدروب، وفي صباح غائب عن بيتنا، يفوح الشوق في الأزقة وفي بيوتات الوطن، يعزف النشيد، وتفتح الأبواب للأمان، تزورنا عائشة تحضر الشاي لنا والكعك من جوليت، نوزع النذر على الجيران.