هل ستتوقف المحنية الظهر عن البحث عن كسرة خبز في نفايات الوطن؟
هل ستجف المقل من الدمع الذي اجتاز المساحة ولم تقدر على احتوائه العيون؟
وجوه صفراء من الجوع والخوف، وأفواه شباب لا تجد فيها ضرسا، ما تبقى فيها سوى اللسان، يصرخ في البعيد لوطن على مذبح الانتقام.
مازالت الأقمار تتجاوز الغيوم، وقلائد الفضة تزين القرى بنور تام وأن حجبته طلاسم المشعوذين.
رائحة المسك تبخر الأضرحة، وعطر غريب آخر كفرس هائجة في أزقة الأحياء، يتبعه الناس وعيونهم في المدى تتأمل القدوم.
أمنية أصبح الأمان، وحلم صار شبع البطون..
وسادة اشتاقت الى الندى فوق السطوح الآمنة، وتراب يبكي شوقا لرشقات الماء عند المساء.
تعالوا لنذهب في نزهة، عند مفرق الطريق..
الطريق يحلم أن يرانا والجسور كتلٌ، لا حياة فيها، يمر عليها البرق مسرعا خوفا من هطول المطر.
أبلام العشار وزوارق دجلة، وشباك الصيادين تأن لوعة للقاء الماء..
صورك وطني تغيرت، لكن في البعيد لوحة يرسمها الأحرار، ينتظرها الإطار فتصبح العراق من جديد.