مازال حبنا الأول مغروسا في قلوبنا وسيبقى كذلك حتّى آخر رمق فينا، هو العراق.
واي حب بعدك يا عراق؟
لا تظن ان ابتعدنا ينتهي حلمنا بك،
ترفرف بعشقك قلوبنا الحزينة،
وتسكب العيون أنهرها في البعيد،
نعيش أملا بتقبيل جبينك الطّاهر،
ونفترش حصيرة المساء ننتظر نسائم أنهرك تودع الشموس على رنين ذوبان سكر شاي السماور الذهبي.
يا بعيدا، أرجو منك العذر إن خانتني ابجديتي،
فما أنا إلّا عاشقة أحاول فك طلاسم الانجذاب اليك،
أتغنّى بِحُبِّك رغم ألمك وألمي، أيها العطر الذي لا يفارق المكان والزمان.
أيها الماضي والحاضر وآلات، أيّها الوطن الذي أطرب العشّاق في ليله الساهر.
يا أنشودة الحياة وبسمة الشفاه المستوطنة في حشاشة القلب.
يا انت، لو شُغِلْتُ بالخلد عنك، نازعتني في الخلد نفسي إليك.
من أين أبدأ كلامي وحروفي تلاشت في ضياع الحيرة والحزن،
يشاركني عشاقك في أستراليا التي أبعدتني عنك، نحيبي على الراحلين حبا في البقاء معك،
على عشاق كرادتك، ومدينة الصدر والهائمين الآخرين الذين ينتظرون في حبك الرحيل.
أرأيت ثّورة حزن قلوبنا ودماء عيوننا التي أبكت السماء،
فكيف لها في ليلة واحدة تتحمل زفاف مئات العرسان في رحلة الوداع القاسية من محرقة الإرهاب ودجل المشعوذين.
وطني أرأيت أبناء العراق الذين ليس لهم بغيِرك عشقاً ولم يتغنّوا بغيرك شوقًا،
كيف تجمعوا تحت الشمس يوقدونها اليك ويرفرفون ببيرقك وداعا وحزنا، وأنهرا جرت من دموعهم تعانق الجذور لتبنت زهرة الحب الأبدية لك، بلا دم أمنياتنا تطفوا على أمواج الرحيل اليك.