يقول المثل العراقي باللهجة المصلاوية: “حغامي الما تمسكو كم عصايي تضغبو" ومعناه " إن لم تمسك الحرامي، كم عصا تضربه؟
والحَرامِيُّ اسم منسوب الى فاعل الحرام، ويكثر إطلاقُه على اللِّصّ.
واللصوص باللغة هم قطاع الطرق، تلك هي حرفتهم، يأخذون المتاع بقوة وإيذاء.
أما السارقون فهم من يأخذ المتاع خفية، دون إيذاء الآخرين.
وعليه فكل لص سارق، وليس العكس.
واللص أخطر من السارق الذي يسرقك سرًّا بأي وجه كان.
يقال: كلُّ خائن سارق، وليس كل سارق خائنًا.
قال ابن قتيبة: (لا يكاد الناس يفرقون بين الخائن والسارق).
والخائن الذي ائتمن فأخذ، والسارق من الخيانة والنفاق واحد، إلا أنَّ الخيانة تُقال اعتبارًا بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتبارًا بالدين.
احتارت المعاجم بتوصيف دقيق لما يقوم به المسؤولون العراقيون على اختلاف مناصبهم ومستوياتهم من هدر لأموال الشعب بطرق مختلفة اجتمعت فيها اللصوصية، والسرقة، والحرمنة، والخيانة، والنفاق، والدجل والشعوذة.
وآخرها نشر الغسيل الذي أثاره وزير الدفاع على مرأى ومسمع الشعب العراقي من عمليات تحايل على القانون لاستنزاف ما تبقى من أموال في جعبة الدولة الخاوية.
لا تجمعهم سوى السرقات والاستيلاء على السلطة والنفوذ وتقاسم المغانم وسرقة ثروات البلاد والعباد. مشكلتنا أن الحرامية أمامنا، لكننا غير قادرين على ضربهم بعصا الشعب لأننا نحن الذين أتينا بهم ظنا منا "انهم عون، وطلعوا فرعون"، يخططون وهم متفقين وكأنهم من رحم واحد، لكنهم يختلفون ويختصمون حد التقاتل على حصص التوزيع وتقاسم الغنيمة.
لم تغفل اللهجة العراقية من سن مفردات تليق بهم وتتناسب مع فعلتهم، فصارت المفردات كثيرة لكنها لم تف بالغرض والوصف المتطابق.
أما عصانا فهي مقيدة، ما أن تتحرر من قيودها المختلفة سيعرف الشعب كم عصا يضرب الحرامي!
ولكن أخشى أن تكون العصا ”تهِش، ما تنِش“.