تم قبولي في كلية القانون والسياسة فوجدتها مخيفة لتواجد الحمايات التي كانت ترافق ابن الطاغية الذي كان يدرس فيها، انتقلت الى كلية الإدارة والاقتصاد درءً عن نفسي خطر الطغاة واستهتارهم، وكأنني درأت عنها ما آلت اليه المنظومة القضائية من فساد وسمعة سيئة ابتعدت فيها عن الحيادية والمبدئية في احقاق الحق.
لم يكن في خلدي سوى أن القضاء يعمل بميزان الصائغ الذي لا تدخله ريح ولا تؤثر فيه عوامل خارجية.
قضية سليم الجبوري وما أعقبها من قرار قضائي هو الأسرع في تاريخ البشرية، جعل المراقبين يقفون بحيرة ويأس أمام حالة غير مسبوقة تستحق أن تسجل في كتاب غينيس للأرقام القياسية.
لقد تحول القضاء من سلطة عليا الى سلطة مسيسة مصلحية تقوم بعملها وفق مصالح شخصية وأجندات سياسية داخلية كانت أم خارجية.
لم يكن القضاء وحده عرضة للسخرية بل أشرك معه عقول العراقيين بقراراته التي ما أنزل الله بها من سلطان.
من المسلمات أن يفصل القضاء بين المصلحة العامة والمصالح الأخرى المؤثرة فيه.، ومن وظائفه في أحكامه إعطاء العبر لمن اعتبر، فأي عبرة نعتبر بها من قراره في تبرئة الجبوري وخلال ساعتين فقط، ربما لا تكفي لتناول غداء رسمي، ما بالك في قضية كبيرة شغلت الراي العام!
تمنيت أن تكون قراراته بالحكم على الإرهابيين والمشعوذين والدجالين وسارقي المال العام بهذه العجالة، بينما تصطف ملفاتهم أمام القضاء سنين للمساومة بعيدا عن نفحات العدالة التي نطمح اليها.
ما فائدة القضاء إذن؟
لنغلق كليات القانون فما عادت تجدي نفعا،
ودعونا نطالب بإزالة القضاء طالما أصبحنا
"حارة كلمن ايدو الو"