ليس لأحد الحق أن يتجاهل أن العراق يعاني من أزمات معقدة متعددة ومتشابكة، وأن وطننا الذي بني بجماجم الشهداء أصبح في مفترق طرق متشعبة لا توصل الى نهاية معلومة أو مرجوة.
الكل يعاني ويتحسر على فراتيه وخيراته المنهوبة جهارا نهارا وكأن الكل لا يعرف سر أزماته واسبابها الحقيقية؛ ولم نسلط أضواء تحليلاتنا بما يتفق مع الأخطار المحدقة به وعِظم شأنها.
عندما نبتعد من ساحة الاختلافات، تجدنا جميعا نتحدث بحياد تام؛ نتجاهل ميولنا الى الاتجاهات.
ما من عراقي في وطنه إلا ويبحث عن فسحة حرية وانطلاقة نحو الفضاء الواسع، قلقين، مرعوبين حيال ما يمكن أن تئول إليه الأمور والمشاكسات السياسية والحزبية وتقاطعات المصالح.
إن الصراع والاقتتال الدائر على جسد الوطن المتهالك ليسا مدفوعين بجوهر اهداف نقية تصب من أجل مصلحته، بل الدائر هو بين كل الفرق؛ مدفوعا بخوف بعضهم من البعض الآخر.
كل الفرق حريصة على صبغ المجتمع وأبنائه وشكل الدولة الخارجي بلون الأمراض الخاصة التي تصيب عقولهم، أما الشعب فهو المبتلى والمغلوب على أمره، يبحث بين الزوايا عن فرجة تتيح له الحياة بلا خوف.
بين كل هذه المفترقات يتهشم العراق كقارورة وجميعنا ننظر الى تلاشيه رويدا رويدا. نلوم بعضنا وكلنا خاسرون لأن وجودنا مهدد من حيث الأساس.
فهل ننتظر المنقذ وكلنا منقذون؟