الطموح هو انعاكسة للحلم الذي نسعى لتحقيقه. وان تعددت اتّجاهاته، يبقى السعي الى نتيجته القاسم المشترك الذي يوحد الهدف.
في مقابلة صحفية مع السيد فيليب رادوك أجريتها منذ عدة سنوات، سألته عما إذا كان في المرأى فرصة لتأسيس إذاعة عربية أسترالية شبيهة بإذاعة بي بي سي البريطانية، فكان رده كلفة المشروع تعيق تنفيذه.
لم يكن سؤالي عابرا بل كانت دوافعه من حلم يشاركني فيه العديد، أردت أن أرى إمكانية تحقيقه في القارة الأسترالية.
اشهد أن لدينا اذاعات تبث في أوقات مختلفة ومنها أصبحت هوية شخصية لا تهدف الى تحقيق طموحنا كجالية كبيرة في المهجر الأسترالي.
كانت إذاعة أس بي أس العربية هي المتفردة التي يمكن الاستماع الى برامجها لمهنيتها العالية، لكن قصر وقت بثها يحول دون تحقيق الطموح.
وبقيت الجالية حبيسة الاستماع الى إذاعات محدودة غالبا ما يختفي بثها ان ابتعدنا عن مركز المدينة.
لكن جبل الجليد الإذاعي بدأ بالذوبان بإشراقة شمس دائمة السطوع حينما انطلقت إذاعة أس بي اس عربي 24 كانعكاسة لحلمنا وهي تحقق الطموح الذي تشاركنا في قاسمه.
لم تكن تجربة البث الدائم بالقرار الهيّن، لكنه هان بمهارة وإخلاص القائمين على انجاحه، فصارت ”البيت بيتنا“ الذي نحيي من نافذته ”مرحبا أستراليا“ ونعيش فيها كل اللحظات بالهاتف والسيارة والبيت.
لقد كان للأصوات الشجية دورا في إيصال الخبر والمعلومة وادخالنا في عالم الفضاء الرقمي بكل حميمية.
تحية للطموحين الذين حققوا هذا الحلم، ويبقى حلمنا القادم أن يصل بثها الى أصقاع الأرض لنقول "هنا استراليا - عربي 24 أس بي اس".