تعودت أن أحمل حلمي في رحلة الرقاد وأستيقظ على نسمة الأمل التي عاشت معي سنين.
ما زلت ألهو بأزقة حارتنا وأشم تراب الوطن المبلول برذاذ المطر.
من بعيد أرى جارنا قادما بإجازته الشهرية من الحدود الآمنة يحمل بحقيبته صمون الجيش الذي يقاوم قضماتي.
اترك دميتي على الرصيف، لن يذبحها إرهابي فهي في أمان الله في حارتنا، وأركض نحوه، اطالع سمرته، انها تشبه لون الخبز والصمون الذي يهبني واحدة أو جزء منها.
سأصمت، لن يكون الوطن ذكريات بل هو حلم يعود بهدوء الى طبيعته، هو جريان الماء الذي يمسي هادئا بعد أن خبطته زوبعة الإرهاب والطائفية الرعناء.
هو النصر الذي تجري له سيول الدماء من خيرة أبناء العراق.
هو الحدباء التي تغتسل بعيدا عن عيون الغرباء.
طهر دائم وطني لم تدنسه جاهلية الغباء ولا تحرمه حريته اختلافات الفرقاء.
هو العراق الذي تخرج حروفه من الجوف بلهيب الشوق اليه.
ادعية ليلية اتلوها كي أنام لأبعد الشياطين والدجالين والمشعوذين عنه، وأستيقظ على آخر صفارة نواطير الحارة قبل أن يطلع الفجر الآتي بانتصاراتكم.
وتبقى كما أنت عراق!