هل وجدتي باقة الورد التي أرسلتها لك بعيد المرأة؟
لقد وضعتها في حاوية النفايات علها تصل مع ما بقي من موائد المتخمين، وأنت تبحثين في تلولها عما يسد رمقك.
عذرا فهذه وسيلتي اليتيمة للاحتفاء بك.
هل عثرتي على طعام يومك أيتها المتلبدة كالسماء، حزنا؟
ربما لا تذهبين اليوم الى أكوام القمامة، وترتدين زينتك ابتهاجا بيومك العالمي!
لا بأس عليك، فباقة الورد ستنتظرك، غريبة على غيرك من الباحثين عن لقمة الذل فوق آبار النفط التي تفور كالتنور.
ارتدِ ما لديك، وابقي جائعة فلست وحدك في العناء، في الموصل وفي سنجار تأن النساء وتحتفل بغبار المعارك فاليوم عيد.
خال لي أنك في أجمل زينتك، يرفرف الحرير حولك كأجنحة الفراشات، مزدانة بحليك التي بيعت في سوق الحاجة الحمقاء.
حمامة، أنت، ترفرف فوق جراحات الوطن، عطرك يبعث طمأنينة الوجود، وعباءتك تضمد جراح الذائدين عن أمهم في صولة الانتصارات.
أيتها الوطن، أما آن أن ترقدين على وسائد النعام، توقظين الشمس في حالك الظلام، وحولك يطوف الفرح مزغردا، كالحجيج.
أيتها الحياة، أنت الشهيق الذي يلاطف الروح ويبعث السلام.
أيتها المرأة، أيها الصبر بلا حدود، زهرة تتنبل على أغصانها الغضة أشواك اللؤم، لكنها تقاوم، تشمخ للنور، تخط نياسم البقاء.