ليس المراد من هذه المقارنة إثارة الحفيظة، بل هي منطقية الطرح فيما آلت اليه الأحداث في مدينة الموصل.
يقول المثل "إذا عرف السبب، بطل العجب!
لقد قامت قوى الإرهاب المتطرفة “داعش" في أثبات ان طبيعة أفعالها انما تحارب بها الإبداع الحضاري والتاريخي وتشوه الجمال من خلال هدم الآثار التاريخية في المدينة التي يمتد تاريخها الى آلاف السنين، بل تمادت أفعالهم النكراء الى هدم ومحو كل أثر للديانات التي كان لمدينة الموصل فخرا في احتضانها.
كل هذه الأفعال لم يسمع صدى لها، أو ردود فعل حقيقية من الداخل والخارج، بينما كان رد الفعل الحقيقي لتلك الأفعال وبضمنها استباحة تاريخها وارثها وعرضها، ما قام به أبناء العراق من القوات المشتركة وليوث الحشد الشعبي والبيشمركة في تحرير المدينة التاريخية المقدسة.
وما آن بانت شارات النصر ودحر داعش حتى قام مرتزقته بتفجير منارة الحدباء التي سميت المدينة بها، وذلك لإثارة الضغينة وتحفيز العواطف العنصرية.
ورغم شساعة الفرق بالمقارنة بين الحدباء والتاريخ الذي محيت آثاره، تباكى العديد عليها، هذا وهي حدباء، فماذا كانوا يفعلون لو كان قد استقام بناؤها؟
إن تضحيات أبناء العراق من أجل الموصل، ودماؤهم التي نزفت حفظا لكرامتها وأهلها إنما هي منارات نور استقامت على أرض الحدباء التي كانت عبر الفترة الوجيزة الماضية وكرا وبيتا لجرائم تلك العصابات الإرهابية خربوها ومحوها بأيديهم.
فهل تستحق التباكي عليها مقارنة مع ما هدم من آثار ومقدسات لا ترقى تلك الحدباء أن تكون في مصاف قدسيتها، بل إنها لاتصل الى قدسية الدماء التي ضحت من أجل الحفاظ عليها، لكن لتفجيرها "سبب" فلماذا كل هذا البكاء "العجب"؟