مدينة كركوك العراقية المختلف عليها، هي المدينة التاريخية القديمة ارابخا (عرفة) والتي يعود عمرها التاريخي الى أكثر من 5000 سنة، فهي جزء لا يتجزأ من حضارة العراق القديم، وكانت عاصمة لولاية شهرزور إبان حكم الدولة العثمانية.
يقطنها العرب والكرد والتركمان والسريان، كما تعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنبا إلى جنب حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
هي المدينة التي زخرفها التنوع العرقي والديني، وكانت انموذجا لمدن التعايش السلمي والتآلف الوطني.
لم يكن لتاريخها الزاخر فضلا من أحد عليها، وأبناؤها يشعرون بالانتماء العميق لها مجردين من أنانية الانتماء الضيق، فهي عراقية حتى النخاع.
إنها الخير المكنوز تحت الأرض المتوزع ريعه على مساحة الوطن بلا منة.
إن وعي الشرفاء وعشاق العراق الموحد بكل قومياتهم واديانهم اقسموا على أن يضيعوا فرصة الاقتتال وازهاق الأرواح.
مرحبا بصوت السلام
بصوت المحبة
بصوت الانتماء
بصوت العراق
بصوت الشجاعة المدوي
كلنا كركوك..
أسفا أصبحت هذه المدينة مطمعا للسياسيين، ولمشرعي القتل والدم، وبينما ينشغل العراق في محاربة أعتى هجمة إرهابية متمثلة بـ "داعش"، باتت الاجندة تفرض قوتها وتنفخ أبواق هدم اركان الوطن.
اركان التعايش التي تعتمد على الحوار الذي مفاده قراءة المعادلات الصحيحة والتوازن السليم، لا أن يكون الجزء ورقة بيد الاعداء ورافعي راية التقسيم الذليلة، ما تلبث أن تصفر في خريف السياسة وتسقط في مهب الريح.
لم تعد المظلومية وغمط الحقوق والتهميش أوراق كسب عاطفي، لأنها فبركة مفتعلة لحقائق مجتمعية واضحة.
لقد أضاع الوعي الوطني والحكمة إشعال فتيل النار التي لو أوقدت، كانت كنار كركوك الأزلية التي لم تنطفئ قط.