صغيرتي، استيقظي ودعي الأحلام تتلاشى على رفوف القرار الذي صدر باسم الشعب.
اتركي أشرطة ضفائرك، وودعي حقيبة المدرسة، فهل أنت من الشعب؟
إذن، صدر القرار باسمك.
لملمي كل الدمى كلملمة جراحات الوطن، واحرقيها كالقلوب التي تتلوى من ألسنة لهيب الصدمة.
صغيرتي، ما عاد للطفولة أهمية ولن توصف بعد اليوم بالمنزلة العظيمة.
لن يستدل عليها بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي عرّفته بـ (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المُطبق عليه).
صغيرتي، اتركي اللهو فالملاعب أصبحت تلول حزن يقطنها الذباب، ما الطفولة في حارات الخوف والاختطاف؟
لا عليك، فقد صدر القرار باسم الشعب!
باسم الشعب، أنك بلغت سن الرشد في مرحلة الدار دور، وسيتم زفافك من صفك وخلفك كل البالغين والبالغات سن الرشد، يمتطون عربة العيد ويهزجون "هذا سايقنا الورد.. هسه يوصلنا ويرد".
وحينما تنجحين الى صف الرابع تكون ابنتك بين أحضانك ترضعينها من سني رشدك الغضة. خذي لقاحك الثلاثي قبل انطلاق أهازيج الدموع، وقبل أن تراهقين تصبحين جدة لبنت بنتك، تقصين عليها "ليلى والذئب"، وكل هذا باسمك، باسم الشعب!
صغيرتي، هل سألوا عن نضجك البدني واكتمال عقلك واعتمادك على الذات في أداء المَهمات والواجبات الاسرية؟
لا تقلقي فتعليمك الخبز بالتنور لن يحتاج وقتا أطول من التصويت على زواجك، وارتداء المأساة أسرع من هبوب عواصف التراب التي تغشي العيون.
صغيرتي، قبل أن نزفك، تناولي حليبك الذي لم ترتوي منه بعد، والحلوى ستنثر "شوباش" فوق إكليل طفولتك، أما الرصاص فلا تخشيه إنه علامة الفرح كما هو علامة الانتصار.
كل الدمار والقهر صدر باسم الشعب كزفافك يا صغيرتي.