"قل للزمان ارجع يا زمان" شعرا أو غناء يحدد لنا ملامح الزمن الذي نعيش فيه، وما طرأ عليه من تغييرات على المستويات العامة والعلاقات والمنظومة الاخلاقية والتعاملات، حتى هبطت مستوياتها بشكل ملحوظ جعلنا نتحسر على الزمن الماضي لما يحمله من جماليات على الأصعدة كافة.
من المسلم به أن الأخلاق تتغير وفق معطيات المحيط والبيئة والعوامل الأخرى المؤثرة بها، إلا ان بعض المخالفين يذهبون الى فكرة أنّ الأخلاق لا تتغير، وأنها مرتبطة مع مكونات الفرد الروحية والجسدية التي لا تتبدل ولا تتغير إلا في الفناء الأبدي.
إن تغير الأخلاق نحو السمو والرفعة، وتشذيبها مما علق بها من سوء يمكن تحقيقه، فالتربية والنصح والرشد على اختلاف أشكاله، يمكنه تغيير سلوك المرء من سيئات أعماله الى أفضلها، كاللص يمكنه بالتطوير التربوي أن يتحول الى انسان صالح في المجتمع، والأمثلة تطول. غير أن ما يؤسف له، أننا نعيش في زمن تصاعدت فيه وتائر الأخلاقيات السّيئة التي تصعب إزالتها، لسعة انتشارها وتأثيرها في المحيط، كما يحصل في مراكز القرارات والسلطة، من انحراف في دفة العمل الذي تؤكد مؤشراته الى هبوط في مستوى الأخلاق، أوصلتهم الى سرقة أموال الدولة والشعب، واصبحوا على كل لسان، وفي قوائم العقوبات الدولية دون أن يندى لهم جبين.
وعلى مستوى العلاقات الاجتماعية العامة، تطول الكتابة على أمثلة التردي، وان الأفعال السيئة أصبحت مثالا يحتذى بها، بدلا من تشخيصها ومعالجتها، للوصول الى ملكة الأخلاق والاخلاقيات التي نتمنى أن نراها على مساحة أوسع، بدلا من أن تكون غريبة في هذا الزمن المتعب، حتى تدعونا إلى القول:
"قل للزمان ارجع يا زمان".